ثم قال حفظه الله: وما قيام هذه الجامعة باستضافة هذه الندوة إلا جزء من
ذلك البيان وإيضاح الحقائق تجاه هذا النهج القويم الذي حمل زورا وبهتانا
ما لا يحتمل من كذب وأباطيل ومفاهيم مغلوطة كالتكفير والغلو والإرهاب
وغيرها وبشكل يجعل من الواجب علينا جميعاً الوقوف صفا دون ذلك، وأن نواجب
تلك الشبهات والأقاويل الباطلة بما يدحضها ويبين عدم حقيقتها.
وأقول: الحمد لله كل هذه الأباطيل والشبه قد دحضت في مؤلفات كثيرة من
علماء هذه الدعوة ومن إخوانهم من العلماء في سائر البلاد وهي مطبوعة
ومتداولة – واقترح على جامعة الإمام أن تعيد طباعتها وتوزعها كعمل متمم
لمشروع هذه الندوة المباركة- ولئن كان قد وقف في وجه هذه الدعوة من وقف وقد
فشل – والحمد لله – فلقد وقف معها وأيدها علماء ثقات من سائر الأقطار في
الشام ومصر والهند وغيرها من البلاد وقامت جماعات تدعوا إلى التوحيد على
منهج هذه الدعوة المباركة – مثل جماعة أهل الحديث في الهند وجماعة أنصار
السنة في مصر والسودان وغيرهما وجماعة أهل السنة والتوحيد في اليمن وباء
كيد الكائدين لها بالفشل قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ
اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ
وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).
ثم قال حفظه الله: إخواني الكرام إننا نؤكد لكم أن هذه الدولة ستظل –
بإذن الله – متبعة للمنهج السلفي القويم، ولن تحيد عنه، ولن تتنازل، فهو
مصدر عزها وتوفيقها ورفعتها، كما أنه مصدر لرقيها وتقدمها لكون يجمع بين
الأصالة والمعاصرة فهو منهج ديني شرعي كما أنه منهج دنيوي يدعو إلى الأخذ
بأسباب الرقي والتقدم والدعوة إلى التعايش السلمي مع الآخرين واحترام
حقوقهم.
وأقول: هذا فيه وعد من سموه لأهل السنة في هذه البلاد وفي غيرها من ثبات
الدولة السعودية وفقها الله على منهج السلف الصالح الذي قامت عليه، وفيه
تئيس لأعداء هذه الدولة الذين يحاولون زحزحتها عن منهجها القويم إلى
المناهج المنحرفة التي تتبناها ممن يريد انتزاع الحكم من الحزبين، ومن يريد
اجتثاث السنة وإحلال البدعة والتصوف والخرافات في هذه البلاد من الجماعات
الصوفية والخرافية ومن يريد زحزحتها عن الاعتدال إلى الغلو والتطرف من
جماعة الجهال والمتشددين أو إلى التساهل والتمييع من المرجئة والعلمانية
والليبرالية.
قال حفظه الله: لأن هذا المنهج الذي هي عليه هو مصدر عزها وتوفيقها ورفعتها.
No comments:
Post a Comment