أَخْذُ العلمِ عن غيرِ أهلِه خطأٌ يقع فيه الكثير ممن ينتسبون إلى طلب العلم؛
فتجد -مثلًا- مَن يأتي فقيهًا فيسأله عن صحةِ حديثٍ أو ضعْفِه!
ومَن يسألُ حنبليًّا عن القول الراجح في مذهب الشافعية في مسألةٍ ما!
ومَن يأتي متخصصًا في العقيدة فيسأله عن مذاهب القراء في المد المنفصل!
ومَن يأتي متخصصًا في الحديث فيسأله عن أقوال المفسرين في تفسير آيةٍ ما!
وهلمّ جرًّا.
وهذا خللٌ في التلقّي! 
قال الإمام مالكٌ -رحمه الله-: "سَلُوا عن كلِّ علمٍ أهلَه".
وقديمًا قيل: "إذا تكلّم الرجلُ في غيرِ فنِّه أتى بالعجائب".
ومِن أكبرِ الأسباب التي أدت إلى الوقوع في هذا الخطأ: ظَنُّ الكثير مِن الطلبة أنّ العالِمَ بالشرعِ متخصِّصٌ في كل علوم الشريعة! وهذا ظنٌّ خاطئٌ؛ فإن كلَّ علمٍ من العلوم الشرعية له أهله المتخصصون فيه العارفون بخباياه ودقيقِ مسائلِه, فهناك متخصصون في الحديث, وهناك متخصصون في الفقه, وهناك متخصصون في التفسير..., وهناك مَن يمنّ الله عليه فيجمع أكثرَ مِن فنٍّ؛ كمن يكون محدّثًا فقيهًا, أو مفسرًا أصوليًّا محدِّثًا, أو فقيهًا أصوليًّا مفسّرًا لغويًّا... إلى غير ذلك.
فكيفَ تأتي مَن ليس متخصصًا في فنٍّ فتسألَه عن أمرٍ مِن الأمور التي تحتاج متخصصًا في هذا الفن لكي يجيب عنها؟!
والأدهى والأمرّ مِن هذا: أن تجد غيرَ المتخصص هذا يجيبُه! 
وقد ذكر الشيخ محمد بازمول أن مِن أخطاء التفكير: كلامُ الشخص فيما لا يُحسِنُه, وعدمُ الاعتراف بالتخصص؛ فتجده يتكلم في كل شيء!
انظر إلى إمامِ دارِ الهجرةِ مالكٍ -رحمه الله- حين سئلَ عن مسألةٍ في فنٍّ ليس فنَّه؛ أحال إلى أهل ذلك الفن؛ حيث سئل عن شيءٍ متعلق بالبسملة؛ فأحال على الإمام نافعٍ؛ فقال: "سلوا عن كلّ علمٍ أهلَه, ونافعٌ إمامُ الناس في القراءة".
وانظر إليه حينما أتاه رجلٌ مِن أهل المغرب وسأله عن مسألةٍ في فنِّه؛ فأجابه بقوله: لا أعلم.
والأمثلةُ في هذا كثيرةٌ في سيَرِ أئمتنا وعلمائنا.
وارجع إلى هذه المادة النافعة: http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=38563