بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه بعض النقولات عن بعض أهل حول مسألة .::جرح
أهل البدع في هذا الزمان::. أحببت أن أضعها بين يدي إخواني حتى يستفيدوا
منها ويكونوا على بينة من أمرهم خصوصا في هذه الأوقات التي كثر فيها دعاة
التشغيب والتلبيس نسأل الله أن يكفينا شرهم .
1- قول الشيخ ابن باز :
السؤال : فيما يتعلق بتخريج الأحاديث وتعديل
الرواة وتجريحهم, هناك من يرى أن باب علم الرجال مغلق أو انتهى من قديم,
كيف ترون ذلك -سماحة الشيخ-؟
الجواب : ” لا، هذا ليس بصحيح، بل علم الرجال
والنظر في الأحاديث باق، ولم يمض، بل لا يزال، أهل العلم عليهم أن يعتنوا
بهذا وأن يراجعوا الأحاديث ويميزوا بين صحيحها وسقيمها ويرشدوا الناس إلى
ذلك، ولا يقفوا عند ذكر فلان أو فلان، بل يتابع، مثل المنتقى مثل بلوغ
المرام، مثل السنن الأربع، مثل مسند أحمد، يراجع الأسانيد ويعتني بها ويعرف
صحيحها من سقيمها حتى يستفيد من ذلك ويفيد غيره، وهكذا شأن طالب العلم
الذي قد وفقه الله لمعرفة الأحاديث ومعرفة أسانيدها ومعرفة أحوال الرجال
واشتغل بهذا الشيء يكون فيه فائدة عظيمة له ولغيره “.
المصدر: موقع الشيخ.
على الرابط: http://www.binbaz.org.sa/mat/19359
2 – قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يقول السائل: هل سنة الجرح والتعديل ماتت ؟ ،وما حكم الرد على المخالف بغض النظر عن شخصيته ؟
الجواب : ” أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل ،
الْجَرح والتعديل لَم يَمُت ولَم يدفن ولَم يُمْرض ولله الحمد ، هو قائم .
الْجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي ، يُمكن يجرحون الخصم ويطلب منهم البينة ،
ويكون أيضا في الرواية ، وقد سمعنا قراءة إمامنا قول الله تعالى:
)) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا . ((
فالْجَرح والتعديل لا يزال باقيًا ما دَام نوع الإنسان باقيًا،
ما دام النوع الإنسان باقيًا ؛ فالْجَرح والتعديل باق .
لكن أنا أخشى أن يقول قائل : إن هذا الإنسان مجروح ، وليس بمجروح ، فيتخذ من هذه الفتوى وسيلة لنشر معايب الخلق .
ولهذا أقول : إذا كان في شخص عيب ما ، فإنْ اقتضت الْمصلحة أو الْحاجة، أو الْضرورة إلى بَيانه . فلا بأس به ، لا بأس منْ بيانه ،
ولكن الأحسن أن يقول : بعض الناس يفعل كذا ، بعض الناس يقول:كذا،لسببين :
السبب الأول : أن يسلم من قضية التعيين .
والسبب الثاني : أن يكون هذا الْحكم شاملا له ولغيره.
إلا إذا رأينا شخصًا مُعينًا قد فُتِنَ الناس به ،
وهو يَدْعو إلى بدْعة أو إلى ضَلالة ، فَحِينئذ لا بدّ منْ التّعيين حَتى
لا يَغترّ الناس به ” . اهــ
المصدر:
من شريط “إلى متى هذا الخلاف “
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى-
3 – قول الشيخ صالح الفوزان
السؤال : قلتم أن الجرح لا يوجد في هذا الزمان، ففهم منه بعض الناس أنكم لا ترون الرد على أهل البدع والمخالفين .. و ….؟
الجواب : “الجرح والتعديل ما هو بالغيبة والنميمة
المتفشية الآن ، خصوصاً بين بعض طلبة العلم ، فالجرح والتعديل- يا أخي –
من علم الإسناد في الحديث ، وهذا من اختصاص الأئمة والمحدثين .
ولا نعلم الآن من أهل الجرح والتعديل، فيعني معرفة الأسانيد وتصحيحها وتضعيفها ، ما نعلم أحد الآن ، هذا المقصود . نعم ! “.اهـ
المصدر:
“درس تفسير من سورة الحجرات إلى سورة الناس ،
تاريخ : 17/4/1427 هـ”.
السؤال الثاني : ما موقف العلماء من دعاة التغريب الذين يبدون كل وقت من وسائل الإعلام المحلية الى تغريب المرأة فماذا تنصحون؟
الجواب : ” دعاة الضلال كثيرون ومتنوعون, ما هو بس التغريب,
دعاة الضلال، دعاة للشرك، دعاة للبدع والمحدثات، دعاة للتغريب،
دعاة الى المعاصي والمحرمات …الدعاة كثيرون إلى الضلال
يجب التحذير منهم
ويجب الرد عليهم لمن يحسن الرد
ويجب رفع أمرهم الى ولاة الأمور يأخذ على أيديهم
لا يجوز تركهم.
نعم”.اهـ
صالح بن فوزان الفوزان
المصدر:
” لقاء مفتوح 04-02-1433هـ”
السؤال الثالث: أحسن الله إليكم هذا الأخ أبو
أحمد ، الحقيقة يا شيخ صالح الفوزان أرسل لي سؤال جيد وجميل ونريد أن نبسط
فيه القول يقول فيه الأخ أحمد :أنا أحب السنة وأكره البدع والخرافات ، ولكن
يا فضيلة الشيخ الردود على أهل البدع والزيغ يقول بعض الناس لم يكن من
منهج السلف وأن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم نرجو من
الشيخ صالح أن يوجهنا في ضوء هذا السؤال ؟
الجواب : ” ما ذكر السائل الردود ، لا بد أن تكون
صادرة عن العلماء الذين يتقنون الرد يعرفون الخطأ ويُتقنون الرد عليه
بالدليل من الكتاب والسنة ونشر الردود هذا واجب لأنه تعليم للمسلمين ، إذا
نشر هو بدعته ونشر هو أخطاءه على الناس ، فلا بد أن تنشر الردود الصحيحة
لإزالة ضرر البدعة والأخطاء لا بد من هذا ، هذا علاج .إذا أُخفيت الردود
انتشر الشر في الناس وراجت البدع ! فلا بد من نشر الردود الصحيحة ما هو كل
الردود !! الردود الصحيحة الصادرة عن أهل العلم الذين يعرفون البدعة
ويعرفون الخطأ ويعرفون كيف يردون عليه من الكتاب والسنة . نعم”.اهـ صالح بن
فوزان الفوزان
المصدر: ” نور على الدرب 28-02-1433هـ”
4 – قول الشيخ صالح اللحيدان :
هذا سائل يقول : هل الجرح والتعديل في أهل السنة من دعاة وطلبة علم من منهج أهل السنة والجماعة ؟
الجواب : ” الجرح والتعديل الذي عليه العلم
والكلام قد انتهى وقته ، في ذلك الوقت الذي تُنقلُ فيه السنّة عن طريق
التلقي من عالمٍ إلى عالم , والعلوم الآن أصبحت مدوّنة ، والسنّة مدوّنة .
ما بقي إلا السؤالُ عن الشخص أو الحديث عنه , هل يوثق به مُعلماً أو مُفتيا؟
إذا من عُلِمَ عنه فسقٌ في الرأي أو في الخبر والإفتا ؛ يُحذرُ منه ، بعد أن يُنصح ويُتفاهمَ معه .
ثم إن الأقران فيما بينهم قد يقول بعضهم في بعض ما ليس بحقٍ ، والأمرُ ليس بالجديد فهو قديمٌ جدا .
وقد يختلف المرء مع آخر ، فيرى أنّ هذا الخلاف الذي حصل من صاحبه فسقٌ ، فيُفسق بذلك ، ومثل هذا اطّرحه العلماءُ المتقدمون “. اهــ
المصدر:
من شريط بعنوان “الفتوى الشرعية الصحيحة : الضوابط والتجاوزات “
5- قول الشيخ عبد المحسن العباد :
السؤال: هل علم الجرح والتعديل انقطع وزال وأنه لا يحتاج إليه في رجال هذا العصر ؟
الجواب: ” الجرح والتعديل فيما يتعلق بالنسبة
للسابقين والذين يترتب على جرحهم وتعديلهم ثبوت الأحاديث أو عدم ثبوتها
الموجودون والمتأخرون ليس عندهم شيء يأتون به إلا ما أتى به السابقون وإنما
ينظرون في كلام السابقين قال فلان كذا وقال قال فلان كذا وقال فلان كذا ثم
يخلصون إلى نتيجة .
أما بالنسبة لهذا الزمان فالتعديل والتجريح موجود
في المحاكم عند الشهود عندما يشهدون على شخص بأن عليه كذا فإن المدعى عليه
يجرح الشهود بما يعلمهم فيهم حتى يتخلص من شهادتهم إذا كانوا غير موثوقين
وغير معتبرين.
وكذلك أيضا في الناس الذين يحصل منهم الإضلال ويحصل منهم الإفساد فكونه يبين حالهم حتى يحذروا يعني هذا يعني أمر مطلوب .
لكن التوسع في هذا والاشتغال فيه حتى يؤدي الأمر
إلى أن يتكلم أهل السنة في أهل السنة وينفر بعضهم من بعض هذا لا يصلح ولا
ينبغي”. اهــ
المصدر:
“شرح علل الترمذي رقم الشريط 429 الدقيقة 62 والثانية 13″
6 – قول الشيخ عبيد الجابري :
قال – حفظه الله تعالى – كما في شريط: “الإجابات المنهجية لأسئلة الدورة الشرعية”بجدة سنة 1423هـ :
” الجرح جرحان والتعديل كذلك ، وإن شئت قل: إن هذا العلم قسمان :
أحدهما متعلق برواة ، رواة الأحاديث ورجال
الأسانيد ، فهذا انتهي منه ، فرغ العلماء منه وانتهوا منه ، فما على
المجتهد الآن إلا أن يدرس الأسانيد وفق القواعد والضوابط التي انتهى منها
العلماء ، وقرروها ثم بعد ذلك يحكم على الحديث .
أما أصحاب المقالات ونقلة الأخبار فهذا العلم باق
إلى يوم القيامة ، ولا ينفك عن حاجة الناس إليه أبدا ، الناس محتاجون إليه
، ومن ذلك الرد على المخالف،وتعديل الشهود أمام القاضي ، وفي المعاملة
فيما بين الناس أبدا لا ينفكون عنه ، هو جار وباق ببقاء بني آدم حتى تقوم
الساعة ، والناس على هذا والمحاكم شاهد ، فإنه يشهد على هذا بفسق ويشهد على
هذا بالعدالة ، يجرح هذا ، ويعدل هذا ، وفي أمور النكاح لو تقدم رجل لخطبة
إمرأة ، فزكاه رجل بأنه صاحب صلاة وصاحب صيام وكذا ، ثم جرحه آخر وقال إنه
: شرس الأخلاق ، فكم من إمرأة طلقت منه لسوء خلقه ؛ فإن ولي المرأة
المخطوبة لا يزوجه يبتعد عنه ، فالناس مضطرون إلى قبول الجرح والتعديل الآن
، نعم “. اهــ
7- قول الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
السؤال : لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح
والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس
هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟
الجواب : ” هذا والله من المهازل والمضحكات
المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ،
ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف
الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد
يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟!
هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛
فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا
أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا؟!
ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف
يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع
حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ،
وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟!
نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به
عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر
من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل .
والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل .
وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال – وكلامه حق – : الجرح والتعديل علمان :
علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج
الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة
كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ،
والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ،
وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛
لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله .
وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟
إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان
مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ
ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم .
الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس
يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة ,
تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود ,
هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا … واجب عليك
أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة .
ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر
سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال :
وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ
بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ .
ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ،
ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا ,
معتزلي , جهمي , مرجئ …الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه ,
فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن
باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول
الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن
، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى
الله عليه وسلم – وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك
هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على
الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل
الحق وأهل السنة “. اهـ
المصدر: موقع الشيخ http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=128
8 – قول الشيخ مقبل بن هادي الوادعي
” القوم يعرفون أنهم مجروحون ,
فهم يوافقون على الديمقراطية وحلق اللحية ولبس البنطلون والمجالس النيابية
والتصويت والانتخابات وود مع الشيوعيين والفسقة , وقد أجمع من يعتد به على
الجرح والتعديل , وإذا لم يقم أهل السنة العصريون بالجرح والتعديل فسيكون
كلامك أيها السني الذي تقول : قال الله , قال رسول الله –صلى الله عليه
وعلى آله وسلم- , وكلام محمد الغزالي الذي يحارب السنة , وكلام الشعراوي
الذي يتلون وكلام علي طنطاوي واحداً ,بل كل منهم هو المقبول عند الحزبيين
وعند العامة لأنهم هم العلماء الذين يتكلمون في الإذاعة والتلفزيون ,
ويكتبون في الجرائد والمجلات , ومن أنت بجانبهم في نظر العامة ونظر
الحزبيين؟ فلابد أن يقيم أهل السنة علم الجرح والتعديل “. اهــ
المصدر:
” كتاب فضائح ونصائح”
9 – قول الشيخ زيد بن محمد المدخلي
السؤال : ظهر في هذا الزمان من يقول إن علم الجرح
والتعديل إنما وضع لفترة زمنية معينة ، وأما الآن فلسنا بحاجة إليه فما
رأيكم في ذلك وفقكم الله ؟
الجواب : ” قبل الإجابة على هذا السؤال أُحبُّ أن أذكر أمورًا ينبغي لطلاب العلم ورثة الأنبياء الاطلاع عليها وفهمها حق الفهم :
الأمر الأول : ما أثر عن السلف فيما يتعلق بأهمية
الإسناد وأنه من خصائص هذه الأمة التي امتازت بخصائص جليلة عن الأمم
السابقة لا تخفى على ذوي الفقه في الدين ، فقد قال محمد بن سيرين ” : إن
هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . “
وقال أيضًا ” : لَمْ يكونوا يبالون بالإسناد فلما
وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم ، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم ،
وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم . “
قلت : وفي هاتين الجملتين شرف عظيم لأهل السنة ،
وقدح صريح لأهل البدع ، فهنيئاً لأهل الحديث في كل زمان ومكان ، ذلكم
الثناء العاطر والتزكية الصادرة لهم من ذويها ، وأسفاً بالغاً على أهل
البدع من المسلمين الذين انعكست عليهم الأمور بسبب سوء تصرفهم الذي تجلى في
إحيائهم وانتصار لَها ، والسعي في إماتة السنن وبغض أهلها .
الأمر الثاني : أن الجرح والتعديل في كل عصر من
العصور له رجاله من أجل صفاتِهم العلم بالكتاب والسنة وعلومها ، مصحوباً
بالعدالة والتيقظ ، كما قال الإمام مالك – رحمه الله ” : إن هذا العلم دين
فانظروا عمن تأخذون دينكم ، لقد أدركت سبعين ممن يحدث قال فلان ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين ، وأشار إلى مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فما أخذت عنهم شيئاً ، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال
لكان أميناً لأنَّهم لَمْ يكونوا من أهل هذا الشأن ، وقدم علينا ابن شهاب
فكنا نزدحم على بابه . “
قلت : وما ذلك إلا لأن ابن شهاب من أهل العلم بالرجال وإتقان المتون والعدالة والتقيظ .
وقبل مقالة الإمام مالك قال مجاهد – رحمه الله – ”
: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فعجل يشير يحدث ويقول : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا
يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ، فقال : يا ابن عباس مالي أراك لا تسمع لحديثي ،
أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع . فقال بن عباس : إنا كنا
مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابترته
أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لَمْ نأخذ من
الناس إلا ما نعرف. “
الأمر الثالث : وجوب العناية بتطبيق قاعدة
التصفية والتربية ، والمراد بالتصفية حسب فهمي : تميز الصحيح من الأحاديث
من الضعيف وتميز الضعيف المنجبر عن الضعيف الذي لا ينجبر وتميز السنة من
البدعة ، وتميز عقيدة السلف ومنهجهم العملي عن عقائد أهل البدع ومناهجهم من
السابقين والمعاصرين ، وتميز العدول من الناس من المجروحين ، وتميز من
ينبغي أن يؤخذ عنهم العلم وتسند إليهم الفتوى وهم العلماء الربانيون
السائرون على نهج السلف علماً وعملاً ممن ليسوا كذلك من كل مبتدع ضال يدعوا
لترويج ضلالته وينصح للناس ليقبلوا على غوايته .
وأما التربية : فالمقصود منها تربية النفوس
والعقول بنصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح – رحمهم الله – . إذ إن
الناس إذا رُبًّو من قبل علمائهم على الالتزام بكتاب ربِّهم وصحيح سنة
نبيهم فإنَّهم يفوزون بالحياة الطيبة المباركة ، وإن ربوا على أفكار
المفكرين ممن قلت بصائرهم بالفقه في الدين ، وآراء المبتدعين التي لا تستمد
من نصوص الشرع المبين ، فقد ظلموا أنفسهم وأوردوها موارد العطب فباءت
بالإثم وسوء المنقلب .
وأما الجواب على نص السؤال فأقول مستمداً العون
والسداد من الله ، الذي علمنا الاستعانة به في قوله الحق} : إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. {
إن قول القائل في شأن علم الجرح والتعديل :إنَّما وضع لفترة زمنية معينة قد مضت وانتهت ورفعت أقلامها وجفت صحفها ومات أساطينها.
خطأ محض وفيه مجازفة واضحة وتثبيط للهمم عن
العناية بنصوص الكتاب والسنة وعلومها ، وصرف لطلاب العلم الشرعي عن النظر
في رواة الأحاديث ومتونِها ، وذلك من الخطر بمكان لا يخفى على رجال العلم
وأئمة الفقه في الدين .
والحق – إن شاء الله – أن علم الجرح والتعديل
باقٍ وسيبقى مادام العلم والعلماء ، وذلك أن في كل زمان غالباً أئمة مؤهلين
لتعديل من يستحق التعديل وجرح من يستحق الجرح بدليل قول النبي صلى الله
عليه وسلم : ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم
ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس – وفي رواية – لا
تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. ))
وقد قال جمع من أهل الأئمة : إن لَمْ تكن هذه الطائفة هم أهل الحديث فلا ندري من هم .
وأهل الحديث في الحقيقة هم العارفون بأسانيده
ومتونه من حيث الصحة والضعف ، والمقبول والمردود ، وأسباب القبول وأسباب
الرد ، إلى غير ذلك من مباحث علوم الحديث المدونة في أسفارهم ، ثُمَّ أنه
يوجد اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم علماء بأيديهم إجازات من أشياخهم الذين
لهم أسانيد متصلة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتراهم يروون الأمهات
الست كل كتاب بسند متصل وهذا دليل قائم على وجود علم الجرح والتعديل في هذا
الزمان وبعده .
ثم إنه قد يفتح الله لمتأخر من أهل العلم فيما
يتعلق بموضوع الجرح والتعديل شيء قد خفى على من كان قبله ، ولو كانت المدة
بينهم تعد بالقرون وهذا أمر مسلم به ولكنه لا يحط من قدر الأوائل شيئاً ولا
يزري بِهم ، ومما ينبغي التنبيه عليه أن كلاًّ من الجرح والتعديل يجري في
نقل الأخبار عن قوم لآخرين والناقل حينئذ إما أن يكون عدلاً ، وإما أن يكون
مجروحاً كما يجري ذلك في الشهادة فيما يتعلق بالأموال والأعراض والدماء .
هذا ما ظهر لي ودونته على سبيل الاختصار . والله أعلم .
وخير ما يحمل عليه القائلون بأن الجرح والتعديل
قد انتهى أمره ومات رجاله ومن قرون عديدة ، أنَّهم نظروا في المؤلفات التي
عنيت بهذا الفن ومدى كثرتها وتنوع رتبها ، من حيث البسط والتوسط والاختصار
فقرروا
عدم وجود ما يسمى بالجرح والتعديل في هذا الزمان
،وعدم وجود أهله ، كما قرروا عدم حاجة الناس إلى شيءٍ من ذلك أبدًا . والله
أعلم “. اهــ
المصدر:
“من كتاب الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة (6/242-246) “
10 – قول الشيخ محمد بن هادي المدخلي
السؤال : هذا يسأل يقول الذين يطعنون في الجرح
والتعديل ويقولون إن زمن الجرح والتعديل هو زمن الصحابة أما اليوم فيعتبر
كل ذلك غيبة كيف نرد عليهم ؟
الجواب : ” الجرح والتعديل ما ظهر في زمن إنما
ظهر بعد ذلك، زمن الصحابة زمن الصدق، ولكن لما وقعت الفتن وركب الناس الصعب
والذلول فقيل سموا لنا رجالكم فيعرف أهل السنة فيعرف حديثم ويعرف أهل
البدعة فيرد حديثهم، هذا من ناحية .
وأما من ناحية ثانية: وهي أن الجرح والتعديل قد
انتهى زمنه هذا كذب وقول على الله بغير علم ، فالجرح والتعديل لأجل الرواية
انتهى صحيح ، دون أسماء الرواة في الكتب ولا نزال أنا وأنت كطالب العلم
وأهل العلم لانزال إلى الآن نغتاب أناسا أصبحوا رمما، أصبحوا ترابا نغتابهم
لماذا ؟ لله تبارك وتعالى، للحفاظ على دين الله هو في القرن الثاني ونحن
نقول عنه كذاب، هو في القرن الثالث ونحن نقول عنه دجال، هو في القرن الثاني
ونحن نقول عنه شديد الضعف وهكذا، نحن نقول هذا لحفظ دين الله تبارك وتعالى
فهذا لا نزال نقوله إلى الآن في رواة الحديث أما ما يتعلق بالبدع وأهلها
فقد سمعتم كلام من ؟ النووي بين أدينا كتاب رياض الصالحين إن كان في هذا
المسجد فباستطاعتك أن تأتي به في باب ما يجوز من الغيبة ومن رأى طالب علم
يتردد على فقيه وخاف عليه حذره منه ، نعم فهذا ليس من الغيبة بل هذا من
النصيحة “. اهــ
المصدر :
“من محاضرة التأصيل العلم الشرعي في دورة ابن القيم الجوزية الرابعة”
يوم الجمعة 20 \ 10 \30 هـ
الدقيقة 97:00
11 – قول الشيخ محمد بن عمر بازمول
السؤال الثامن : هل باب الجرح والتعديل يختص بعلم الرواية فقط وأن هذا الباب قد أغلق ؟
” الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله:
أما بعد: فإن علم الجرح والتعديل والكلام فيه لا
يغلق إلى أن تقوم الساعة طالما هناك إسلام لماذا؟ أقول : باب الشهادات في
القضاء والخصومات والمنازعات يقوم على أساس الجرح والتعديل فطالما هناك بشر
فهناك اختلاف وهناك خصام وهناك نزاع وطالما هناك نزاع فهناك حكومات وقضايا
وطالما هناك قضايا فلا بد من شهود والشهود لابد لهم من مزكين يزكونهم
فالجرح والتعديل من حيث هو، لا يحدد بزمان ولا مكان إنما نقول طالما فيه
إسلام قائم فيه جرح وتعديل. أدنى باب أذكره لك باب الشهادات معروف من أبواب
الفقه وما يترتب عليه من أبواب القضاء والحكومات والنزاعات، أيضاً ما
يتعلق بتطبيق أحكام الله عز وجل مثلاً : قتل الصيد على المحرم (المثلية
فيه) {يحكم به اثنان ذوا عدل منكم} معناه أنه لابد من جرح وتعديل، لتمييز
ذوي العدل، من غيرهم، فإذا جرحوا لم تقبل كلمتهم وهكذا أبواب أخرى في الشرع
تقتضي الجرح والتعديل وعليه نقول: الكلام في الرجال جرحاً وتعديلاً هو من
العلوم المتعلقة بالإسلام وجوداً وعدماً فطالما هناك إسلام قائم هناك جرح
وتعديل، وقس على هذا أبواب كثيرة من أبواب الفقه كلها لابد فيها من جرح
وتعديل .
خذ مثلاً باب طلب العلم وآداب طلب العلم، هذا
الباب طالما فيه إسلام وعلم إسلامي يطلب لابد فيه من الجرح والتعديل قال
أحد السلف : ( كانوا إذا أرادوا أن يسمعوا الحديث من شخص سألوا عنه حتى يظن
الناس أنهم يريدوا أن يزوجوه) وقال الآخر: ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن
تأخذون دينكم ) ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أنك بحاجة إلى الجرح
والتعديل طالما هناك علم إسلامي تطلبه . فمن قال أن الجرح والتعديل هو فقط
خاص بسلسة رواة الأسانيد يعني بكتب الرواية فقط من قال بهذا؟! تطبيقات
الإسلام تختلف مع هذا، أنت بحاجة إلى معرفة الجرح والتعديل في قضايا كثيرة
جداً من المسائل التي يذكرها العلماء في باب الصلاة مسألة الصلاة خلف صاحب
البدعة، الكلام على صاحب البدعة هو كلام في الجرح والتعديل, الكلام في
أحوال الناس في البدعة والسنة هو كلام في الجرح والتعديل , في باب الطب
والعلاج، ينص العلماء أنه يقبل كلام الطبيب المسلم الثقة معناه قد يوجد
طبيب مسلم ولكنه غير ثقة، ثقة وغير ثقة هذا كلام في الجرح والتعديل , حينما
تأتي لأمور الدعوة يأتي داعية يقال: هو داعية إسلامي ويريد أن يدعونا مثل
قضية طلب العلم أن تعلم أن هذا الداعية زكاه أهل العلم أو لم يزكه أهل
العلم! إذاً لا يقال يا أخي أن الجرح والتعديل انتهى أمره وانقضى زمانه
وأنه هو متعلق بالرواية و الآن لا يوجد عندنا جرح وتعديل .
الشيخ الألباني وهو علم من أعلام هذا العصر في
الحديث وصف الشيخ ربيع بأنه حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر !! فلو
كان هذا الوصف غير منطبق لكان أولى الناس بإنكاره وعدم استعماله على رجل في
هذا العصر الشيخ الألباني لأنه من أهل الاختصاص. والله اعلم , وصلى الله
على محمد وعلى آله وصحبه وسلم “. اهــ
المصدر:
” أسئلة الليبيين الى الشيخ محمد بن عمر بازمول حول العقيدة “
12 – قول الشيخ أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي
الجواب على شبهة: أن باب الجرح والتعديل بابان،
وأنه خاص بالرواة، وأن لحوم العلماء مسمومة، وأن الاستقراء لا يصلح دليلاً
على باب الجرح.
” الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،
أما بعد : فهذه أجوبة عن بعض الشبهات التي يثيرها بعض الناس . لأجل ما يظنونه من صواب ويظنون أن ما عليه السلفيون خطأ ومخالف للحق.
فأولى هذه الشبهات قولهم : إن باب الحرج والتعديل
ـ بابان منفصلان ـ وأن الإستقراء الدال على وجود الجرح والتعديل الموجود
في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ليس دليلا وأن لحوم العلماء مسمومة وأن
باب الجرح والتعديل أغلق وانتهى من زمن الرواة ؟!!
فالجواب عن هذا الكلام من وجوه :
الوجه الأول : أن باب الجرح والتعديل ، سواء قيل :
إنهما بابان (الجرح والتعديل) أو باب واحد وهو باب النقد فالأمر في ذلك
واسع ؛ لكن المقصود هو إثبات هذين البابين أوهذا الباب . وأن أدلتهم موجودة
في الكتاب والسنة ، وليس كما يزعمون أنه في باب الرواية وأنه انتهى . لا ،
بل إن هذا الباب . باب النقد والجرح والتعديل موجود ودلت عليه الأدلة .
أولها قول الله ـ جل وعلا ـ : { يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ إِنْ جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَنْ
تُصِيبُواْ قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى مَافَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ} (الحجرات :6). ففي هذه الآية طلب في الرواية وطلب في النقل ،
كذلك الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ
يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ ـ أوـ الكَاذِبِينَ ))
وقال (وَمَنْ كَذَبَ عَنِّي مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوأْ مَقْعَدَهُ مِنَ
النَّارِ )) والرسول صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ
لما حكى له عن الشيطان ـ أو الرجل الذي جاء يحثو من الطعام ـ قال:((
صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبْ )). فالنبي عليه الصلاة والسلام جرحه. مع تصديق
لمقاله ـ وفي هذا جرح للرواة ـ .والرسول عليه الصلاة والسلام كذلك في حوادث
عديدة يعني تكلم فيها على بعض الناس بما فيه مصلحة شرعية وليس فقط من باب
الرواية كما ـ يزعمون ـ !!. أويقولون لحوم العلماء مسمومة ) ليصدوا الناس
عن الحق والهدى في هذا الباب !! . وقد جاءت فاطمة بنت قيس تستشير النبي صلى
الله عليه وسلم في زواجها من معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ
وكذلك من أبي الجهم ـ رضي الله عنه ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا (
أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ ـ يعني : فقيرـ .وأما أبو
الجهم فلا يضع العصى عن عاتقه ـ وفي رواية : فضراب للنساء ـ )) .فهذان
الصحابيان الجليلان تكلم فيهما النبي صلى الله عليه من أجل النصيحة لا من
أجل الرواية ؛ لا من أجل الرواية .كذلك في حديث امرأة أبي سفيان هند لما
جاءت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تشتكي فقال إن أبا سفيان شحيح. فالنبي
عليه الصلاة والسلام ما قال لها إن هذا الكلام لا يجوز وإن لحوم العلماء
مسمومة .
أو من هذا القبيل لا هي جآءت متشكية وتصف الحق
والواقع الذي تعيشه وتظنه . فنحن نقول إن باب الجرح والتعديل موجود في
الكتاب وفي السنة .وليس الأمر بدليل الإستقراء فقط . بل النصوص صريحةو
واضحة ، وأما قضية إن الإستقراء ليس دليلا. الإستقراء: هو تتبع الأدلة ، هي
الحالة التي يعملها العالم والطريقة التي يتبعها لأجل بحث الأدلة ، يستقرأ
النصوص . فليس يرى أنه نفسه هو الدليل لكن هو الجالب للأدلة من الكتاب ومن
السنة . فالإستقراء في حد ذاته ليس دليلا وإنما هو جامع للأدلة كالتتبع
بالنسبة للمرويات لمعرفة الشواهد والمتابعات والمخالفات . فلما تتبع
العلماء الكتاب والسنة وجدوا أدلة واضحة وظاهرة ونصية في هذا الباب مما يدل
على أن باب الجرح والتعديل هو من ضمن باب النصيحة . الذي قال النبي عليه
الصلاة والسلام فيه ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ ،
الدِّينُ النَّصِيحَةُ ،قَالُواْ :لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ قَالَ : ِللهِ
وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ
)) .فأدلة الجرح والتعديل موجودة في الكتاب والسنة ، وهما بابان موجودان
ثابتان ـ أوباب ـ سواء سميناه ((بابان أو باب)) فالأمر واسع ؛ هذا الوجه
الأول .
الوجه الثاني : أن قضية النقد ، قضية الجرح ،
قضية التحذير من المنحرفين ـ أوالمخالفين ـ لم يقتصر على على الرواية وهذا
في كل مكان وزمان ، الله ـ جل وعلا ـ حذر من فرعون .هل فرعون كان راوية ؟
الله ـ جل وعلا ـ ذم أبو لهب هل أبولهب كان راوية للأحاديث ؟ في كتاب الله ـ
عزوجل ـ ذم للشيطان .ذم لأتباع الشيطان ، ذم لأهل الهوى . فهل كل هؤلاء
رواة أحاديث ؟!! كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الدجال . وهو كثير
الكذب ومامن نبي إلا وحذر أمته من الدجال، هذا الدجال يأتي في آخر الزمان
وليس براوية حديث ، إنما هو رجل دجال في الدين . والنبي صلى الله عليه وسلم
حذر من الدجالين على سبيل العموم؛ (( يَكُونُ فِي أُمَّتِي ثَلاَثُونَ
كَذَّابُونَ ، كُلُهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَلاَ نَبِيَّ
بَعْدِي)) . فالنبي عليه الصلاة والسلام حذر من أهل الدجل وأهل الكذب إما
بصفات وإما بأعيان ،كذلك الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كذلك التابعون وأتباعهم
حتى في زماننا بل حتى هؤلاء الناس العامة أو هؤلاء الذين ينتمون إلى أحزاب
من الإخوان والتبليغ هم في الحقيقة يمارسون الجرح والتعديل ، لكن في حق من
يخالفهم .فنجد مثلا أن هؤلاء يذمون مثلا : العلمانيين، يذمون الليبراليين،
طيب ، يذمون أهل الفن والغناء اللي يسمونهم أهل الفن! ـ يذمون الفسقة ـ
طيب هؤلاء الذين هم فسقة أو هؤلاء العلمانيون أو هؤلاء الذين هم أهل
المخالفة للإخوان المسلمين ، هم بأي حق يحذرون منهم ؟ أليس من باب الجرح
والتعديل أو من باب النصيحة !! كذلك هؤلاء أهل الأهواء من أهل الأحزاب هم
يحذرون من السلفيين ، يحذرون من الشيخ ربيع ويطعنون . وفي ظل الشبهات التي
سيقت كلامهم في الشيخ ربيع وكلامهم في المنهج السلفي أنه منهج متميع، فهم
ذموا المنهج الذي يسير عليه السلفيون كذلك ذموا العلماء فلماذا هم يحل لهم
الطعن في المغنين والفسقة ، والطعن في الليبراليين والعلمانيين ؟!! وكذلك
في غيرهم … أصحاب الأفكار الفاسدة بل حتى العقائد الكفرية !! . وكذلك يحل
لهم الطعن في السلفيين ، كيف هذا وبأي حق ؟! إذا كانوا هم يرون أن فعلهم
مباحا ، فما هو الدليل ؟!!!
طبعا سيرجعون إلى باب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، سيرجعون إلى باب النصيحة ، سيرجعون إلى باب الجرح والتعديل . إذا
قضية الجرح والتعديل كل الناس يسلمون بها ، إما بلسان الحال أو بلسان
المقال . ولكنهم ـ يزعمون ـ انتهاء باب الجرح والتعديل من أجل (( الصَّدِّ
عَنْ سَبِيلِ اللهِ )) .
لأجل (( الرَّدِّ عَلَى السَّلَفِيِّينَ فَقَطْ
!! )) , يعني مجرد المكابرة والعناد ؛ ليست القضية أنهم يتبعون دليل أو حق .
لا ، فهم في الواقع العملي يمارسون ـ باب الجرح والتعديل بل والتشهير ـ
.لأهل السنة وللعلماء السلفيين ولا يعملون بالقواعد التي يقعدونها لأنفسهم
وللطعن في السلفيين ورد أحكامهم. هذا هو الوجه الثاني .
الوجه الثالث : أن القول بأن لحوم العلماء مسمومة
، هذا الأمر يراد به لحوم العلماء الذين هم علماء السنة ؛ علماء الهدى
هؤلاء بلا شك لحومهم مسمومة . بل لحم المسلم بغير حق الأصل فيه أنه لا يجوز
أن يأكل . قال تعالى : { وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّتاً فَكَرِهْتُمُوهُ }
(الحجرات :12) ، فلا تجوز الغيبة . والغيبة كما عرفها النبي عليه الصلاة
والسلام ( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ )) فلا يجوز ذكر المسلم بما فيه
مما يكرهه إلا لحاجة شرعية كالنصيحة ،كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
كالرواية ، كالشهادة وغير ذلك من الأبواب التي نص العلماء على جوازها في
باب الغيبة … إذا فلحوم العلماء ولحوم المسلمين في الحقيقة هي مسمومة
وأشدهـا سما لحوم العلماء ولحوم الولاة . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (
أَعْظَمُ النَّاسِ فِرْيَةً الَّذِي يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَـا )).
فلا شك عندنا نحن هذا . ونحن نعلم أن أهل الأهواء
واقعون في هذه القضية فهم يلوكون بألسنتهم دائما ويأكلون لحوم العلماء
ولحوم الولاة . ولاة الأمر ـ ولا يتركونهم ـ ويستمرئون هذه اللحوم ويطعنون
في لحوم السلفيين فنحن ننكرعليهم هذا الأمر ونقول لهم إن ما يفعله السلفيون
من التحذير من أهل الأهواء والبدع هذا أمر مشروع من باب التحذير والنصيحة .
فكما تفعلون وتظنون أن هذا مباح لكم في حق الولاة والعلماء السلفيين
،الذين يصفونهم بأنهم علماء السلطان ؛ وأنهم علماء تمييع ونحو ذلك …
مع أن كلامهم هذا باطل إذا كيف تجرأتم على الكلام
؟! .إذا كانت لحوم العلماء مسمومة ؟! أم أنهم يريدون أنها لحوم مسمومة
لأنها لحوم أهل الأهواء !!! لحوم أهل البدع ، فلا بد أن نحذر من هؤلاء وكيف
يلبسون على الناس”. اهـ
المصدر:
شريط بعنوان “شبه يثيرها بعض الناس والجواب عنها “
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
من هو العالم المُعتبر ـ في هذا الزمان
في الجرح والتعديل ؟
يجيب الشيخ العلامة عُبيد الجابري حفظه الله تعالى.
السائل : فضيلة الشيخ : من هو العالم المُعتبر ـ في هذا الزمان ـ في الجرح والتعديل ؟
تفريغ الجواب :
الشيخ عبيد : الجرح والتعديل ـ حتى بعض أهل العلم الفضلاء ليس لهم باع فيه، فهو لا بدّ له من العلم ـ هذا أولاً ـ والورع التقوى ـ وثالثا : الخبرة بالرجال ومقالاتهم وأحوالهم .
فمن وُجدت فيه هذه الثلاثة أمور برع في الجرح والتعديل .
ومن القديم ـ من قديم الزمن ـ البارزون في الجرح والتعديل قِلّة، لأن الجرح والتعديل دينٌ.
فمن جرَحَ امرأً بما يعلم الله منه أنه بريء ـ جرحُه بمحض الهوى ! ـ فهذا عرّض نفسه للخصومة يوم القيامة .
ومن عدّل رجلًا ـ وهذا الرجل ليس أهلًا للتعديل!!
فإنه خطر عليه وعلى الناس.
في الجرح والتعديل يجب أن تتوفر هذه الأمور الثلاثة :
الورع والتقوى
والعلم
والخبرة بأحوال الناس ومقالاتهم
والشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ زكّاه الألباني في هذا
ولا يمنع أن يكون هناك آخرون من إخوانه لهم باع في هذا .
ولكن أنا أُنبّهُ إلى أمرٍ ـ بل هي قاعدة ـ وهي :
أن من علِمَ حُجّة على من لم يعلَم
فمن عدّل رجلًا تعديلًا مُجملًا، ثم جرَحَهُ رجل آخر بالدليل
من كتبه، من أشرطته، من مقالاته ـ الدليل واضح ـ فالعبرة بقول الجارح.
وذاك لعلّهُ معذورٌ، زكّاه عن حُسن نيّةٍ، أو زكاهُ لهُ من يثقُ فيه ـ يثق بدينه وأمانته ـ (فأمِن) على هذا.
والجارح زادنا علمًا كان خافيًا على ذاكَ، وذلكم أنه دلّل على أنّ هذا الرجل مجروحٌ.
ومن قديم كان الناس يختلفون.
فـ(إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى) ـ كان الشافعي رحمه الله ـ يقول : حدّثني الثقة!، حدّثني من لا أتّهمُ!،ويُوَثّقُهُ! لكن جرحهُ العلماء ـ جرحه الإمام مالك وغيره ـ فهو مجروح، لأن حالة الجرح فيه خَفِيَتْ على الإمام ( الشافعي ) ـ رحمه الله ـ مع جلالة قدره وإمامته.
ومثال آخر :
(عبد الرحمن بن صالح الأزدي العَتَكيّ )
الإمام أحمد يُزكّيه، وأبو داوُد يجرحه، قال إنه ألّف كتابًا في طعن أهل البيت ـ[ كذا] ـ أو كما قال ؛ فالمحققون على جرح أبي داوُد، ولن يضرّ الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ تعديل ذلك الرجل لأن هذا مُنتَهَى علمِهِ.
هذه قاعدة ذكرتها لأن عدم فهمها يُشوّش على طلاب العلم، فتجدون على سبيل المثال :
من العلماء من يجرح (سيد قطب).
ومنهم من هو يُعدّله، ويقول إنه إمام هُدى، وأنه ، وأنه، وأنه !!؛ فكيف تصنع ؟! ـ أُنظر الآن ـ :
أمامك جارحٌ، ومُعدّلٌ؛ أمامك قول بأن الرجل ليس إمام هُدى وأنه ضال مُضلّ، وأنه أقل ما يُقال فيه (جاهلٌ)، وأن كتبه مليئة بالكُفر والتكفير!، مليئة بالعبارات الكُفريّة!، والتكفير وتعطيل الصفات!.
وآخر يقول : إمام هُدى وعالم ، وكذا، وعنده أخطاء!.
فكيف تصنع؟
استعمِل هذه القاعدة: أيُّهما الذي معه الدليل؟
الجارح،لأن من جرح (سيد قطب ) في كتابه التفسير وغيره جرَحَهُ بالأدلة التي من اطّلع عليها عرف أنّ الرجل ليس عنده علم ـ أقلّ ما يُقال ـ أقل ما يُقال أن الرجل ليس عنده علم، وأنه جاهل وأنّ عوامّ المسلمين خير منه.
وذاكَ الله أعلم بحاله، فهمتم هذا وإلّا لا ؟
الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ ألّف في (سيد قطب ) أربعة كتب أو خمسة أبان فيها جرح الرجل بالدليل؛ وقبله الشيخ الدّويش ـ رحمه الله ـ الشيخ عبد الله الدويش ـ رحمه الله ـ بل هو من علماء القصيم، أحصى على الرجل إحدى وثمانين خطيئةٍ ومئة ـ [181] ـ !! في الكتاب نفسه فقط !! ـ في كتاب التفسير ـ ! فكيف يُقال أنه عنده أخطاء يسيرة، وأنه!؛ ـ هذا مالنا شغل ـ نحن على جرحه، لأن من جرحه أبان بالدليل من مؤلّفاته، وهكذا، ـ هذا مثال ـ .
مثال آخر :
يقول (حسن البنا ) إمام !، إمام ـ يعني ـ من الأئمة المجتهدين، إنما عنده أخطاء يسيرة!، تأويل يسير!.
وآخر ـ يأتي ـ يُشرّح لك حركات (حسن البنا ) وكُتبهُ، ويُثبتُ لك بالدليل أنه مُفوِّضٌ!، وأنه صوفي قبوريّ!، وأنه صاحب القاعدة الفاجرة! ـ قاعدة المعذرة والتعاون ـ " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه "!, وطبّقها؛ يوم شكّل المجلس ـ مجلس الإخوان ـ جعل ضمن أعضاءه ثلاثة نصارى ـ ما شاء الله ـ !، وأنشأ دار التقريب بين السنّة والشيعة في مصر!، وكانوا [يستشيروا] كبار الرافضة مثل (نواف صفوي ) وغيره !.
فهمتم هذا ـ هذا بالدليل ـ .
هناك الذي أثنى عليه ـ ما لنا شغل ـ لأن نحن عندنا الدليل ، نحن أمّة الدليل، نحن أمّة الدليل .
نعم.
رابط الصوتية من هنا!
من هو العالم المُعتبر ـ في هذا الزمان
في الجرح والتعديل ؟
يجيب الشيخ العلامة عُبيد الجابري حفظه الله تعالى.
السائل : فضيلة الشيخ : من هو العالم المُعتبر ـ في هذا الزمان ـ في الجرح والتعديل ؟
تفريغ الجواب :
الشيخ عبيد : الجرح والتعديل ـ حتى بعض أهل العلم الفضلاء ليس لهم باع فيه، فهو لا بدّ له من العلم ـ هذا أولاً ـ والورع التقوى ـ وثالثا : الخبرة بالرجال ومقالاتهم وأحوالهم .
فمن وُجدت فيه هذه الثلاثة أمور برع في الجرح والتعديل .
ومن القديم ـ من قديم الزمن ـ البارزون في الجرح والتعديل قِلّة، لأن الجرح والتعديل دينٌ.
فمن جرَحَ امرأً بما يعلم الله منه أنه بريء ـ جرحُه بمحض الهوى ! ـ فهذا عرّض نفسه للخصومة يوم القيامة .
ومن عدّل رجلًا ـ وهذا الرجل ليس أهلًا للتعديل!!
فإنه خطر عليه وعلى الناس.
في الجرح والتعديل يجب أن تتوفر هذه الأمور الثلاثة :
الورع والتقوى
والعلم
والخبرة بأحوال الناس ومقالاتهم
والشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ زكّاه الألباني في هذا
ولا يمنع أن يكون هناك آخرون من إخوانه لهم باع في هذا .
ولكن أنا أُنبّهُ إلى أمرٍ ـ بل هي قاعدة ـ وهي :
أن من علِمَ حُجّة على من لم يعلَم
فمن عدّل رجلًا تعديلًا مُجملًا، ثم جرَحَهُ رجل آخر بالدليل
من كتبه، من أشرطته، من مقالاته ـ الدليل واضح ـ فالعبرة بقول الجارح.
وذاك لعلّهُ معذورٌ، زكّاه عن حُسن نيّةٍ، أو زكاهُ لهُ من يثقُ فيه ـ يثق بدينه وأمانته ـ (فأمِن) على هذا.
والجارح زادنا علمًا كان خافيًا على ذاكَ، وذلكم أنه دلّل على أنّ هذا الرجل مجروحٌ.
ومن قديم كان الناس يختلفون.
فـ(إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى) ـ كان الشافعي رحمه الله ـ يقول : حدّثني الثقة!، حدّثني من لا أتّهمُ!،ويُوَثّقُهُ! لكن جرحهُ العلماء ـ جرحه الإمام مالك وغيره ـ فهو مجروح، لأن حالة الجرح فيه خَفِيَتْ على الإمام ( الشافعي ) ـ رحمه الله ـ مع جلالة قدره وإمامته.
ومثال آخر :
(عبد الرحمن بن صالح الأزدي العَتَكيّ )
الإمام أحمد يُزكّيه، وأبو داوُد يجرحه، قال إنه ألّف كتابًا في طعن أهل البيت ـ[ كذا] ـ أو كما قال ؛ فالمحققون على جرح أبي داوُد، ولن يضرّ الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ تعديل ذلك الرجل لأن هذا مُنتَهَى علمِهِ.
هذه قاعدة ذكرتها لأن عدم فهمها يُشوّش على طلاب العلم، فتجدون على سبيل المثال :
من العلماء من يجرح (سيد قطب).
ومنهم من هو يُعدّله، ويقول إنه إمام هُدى، وأنه ، وأنه، وأنه !!؛ فكيف تصنع ؟! ـ أُنظر الآن ـ :
أمامك جارحٌ، ومُعدّلٌ؛ أمامك قول بأن الرجل ليس إمام هُدى وأنه ضال مُضلّ، وأنه أقل ما يُقال فيه (جاهلٌ)، وأن كتبه مليئة بالكُفر والتكفير!، مليئة بالعبارات الكُفريّة!، والتكفير وتعطيل الصفات!.
وآخر يقول : إمام هُدى وعالم ، وكذا، وعنده أخطاء!.
فكيف تصنع؟
استعمِل هذه القاعدة: أيُّهما الذي معه الدليل؟
الجارح،لأن من جرح (سيد قطب ) في كتابه التفسير وغيره جرَحَهُ بالأدلة التي من اطّلع عليها عرف أنّ الرجل ليس عنده علم ـ أقلّ ما يُقال ـ أقل ما يُقال أن الرجل ليس عنده علم، وأنه جاهل وأنّ عوامّ المسلمين خير منه.
وذاكَ الله أعلم بحاله، فهمتم هذا وإلّا لا ؟
الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ ألّف في (سيد قطب ) أربعة كتب أو خمسة أبان فيها جرح الرجل بالدليل؛ وقبله الشيخ الدّويش ـ رحمه الله ـ الشيخ عبد الله الدويش ـ رحمه الله ـ بل هو من علماء القصيم، أحصى على الرجل إحدى وثمانين خطيئةٍ ومئة ـ [181] ـ !! في الكتاب نفسه فقط !! ـ في كتاب التفسير ـ ! فكيف يُقال أنه عنده أخطاء يسيرة، وأنه!؛ ـ هذا مالنا شغل ـ نحن على جرحه، لأن من جرحه أبان بالدليل من مؤلّفاته، وهكذا، ـ هذا مثال ـ .
مثال آخر :
يقول (حسن البنا ) إمام !، إمام ـ يعني ـ من الأئمة المجتهدين، إنما عنده أخطاء يسيرة!، تأويل يسير!.
وآخر ـ يأتي ـ يُشرّح لك حركات (حسن البنا ) وكُتبهُ، ويُثبتُ لك بالدليل أنه مُفوِّضٌ!، وأنه صوفي قبوريّ!، وأنه صاحب القاعدة الفاجرة! ـ قاعدة المعذرة والتعاون ـ " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه "!, وطبّقها؛ يوم شكّل المجلس ـ مجلس الإخوان ـ جعل ضمن أعضاءه ثلاثة نصارى ـ ما شاء الله ـ !، وأنشأ دار التقريب بين السنّة والشيعة في مصر!، وكانوا [يستشيروا] كبار الرافضة مثل (نواف صفوي ) وغيره !.
فهمتم هذا ـ هذا بالدليل ـ .
هناك الذي أثنى عليه ـ ما لنا شغل ـ لأن نحن عندنا الدليل ، نحن أمّة الدليل، نحن أمّة الدليل .
نعم.
رابط الصوتية من هنا!
No comments:
Post a Comment