كيفية التعامل مع أخطاء وزلات العلماء والمشايخ والدعاة إلى الله :
قال سماحة الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
بعض الناس إذا زل بعض العلماء مثلا ووقعوا في أخطاء أخذ هؤلاء يكتبون في المجلات والصحف أخطاءهم بحجة أنهم يبينون الحق وهذا من الغلط.
والحقيقة أن هذا الفعل فيه مضرة من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أنها مضرة على الكاتب؛ لأن الذين يثقون بالشخص الآخر يرون أن هذا مخطئ ويقل وزنه عندهم.
الوجه الثاني : أن فيه أيضًا إضعافًا للثاني المردود عليه، ومعلوم أنه إذا ضعفت منازل العلماء في الأمة ضاعت الأمة ؛ لأن العلماء هم القادة، فإذا ضعفت منازلهم عند العامة ضاعوا وصاروا كالإبل التي ليس لها راعٍ ،أو كالغنم التي ليس لها راعٍ.
الوجه الثالث : أن فيها إضعافا للشرع ؛ لأن العالم الذي رد أو المردود عليه إذا قال قولاً غير هذه المسألة شك الناس فيه وقالوا : لعل هذه من خطأ فلان؛ فصار فيه مضرة من ثلاثة وجوه.
والواجب على العلماء فيما بينهم إذا أخطأ أحدهم أن يتصلوا به فيناقشوه، فإن كان الصواب معه تبعوه، وإن كان الصواب معهم يتبعهم، ثم لو فرض أنه أصر على ما هو عليه وله وجه – لأن المسألة مسألة اجتهاد - فلا أرى أن يرد عليه أبداً ؛ لأن الرد والأخذ والمناقشة في مسائل الاجتهاد بين العامة - لا شك - أنه ضرر، خصوصا في هذا الوقت، حيث يوجد أناس يدعون إلى التقليل من شأن العلماء، والكلام فيهم في المجالس؛ لأنهم فقدوا الزعامة التي يريدونها فصاروا مثل الزعماء الآخرين الذين عارضوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما فقدوا الزعامة التي يريدونها ، ليس لهم سبيل إلى ما يريدون إلا أن يضعفوا الجانب الآخر.
وهذا على خطر عظيم جداً.
فأنا أرى أنه إذا وجد خطأ من أي عالم- والإنسان غير معصوم ، فقد يخطئ ولا يتبين له خطأ إلا بالمناقشة - أن يتصل به ويبحث معه ، فإن تبين الحق وجب على من تبين له الحق أن يتبعه , وإن لم يتبين وصارت المسألة فيها مساغ للاجتهاد فالواجب عدم الرد عليه.
من كتاب : " تفسير سورة آل عمرن " ج 2 ص ٣٧٤ - ٣٧٥
قال سماحة الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
بعض الناس إذا زل بعض العلماء مثلا ووقعوا في أخطاء أخذ هؤلاء يكتبون في المجلات والصحف أخطاءهم بحجة أنهم يبينون الحق وهذا من الغلط.
والحقيقة أن هذا الفعل فيه مضرة من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : أنها مضرة على الكاتب؛ لأن الذين يثقون بالشخص الآخر يرون أن هذا مخطئ ويقل وزنه عندهم.
الوجه الثاني : أن فيه أيضًا إضعافًا للثاني المردود عليه، ومعلوم أنه إذا ضعفت منازل العلماء في الأمة ضاعت الأمة ؛ لأن العلماء هم القادة، فإذا ضعفت منازلهم عند العامة ضاعوا وصاروا كالإبل التي ليس لها راعٍ ،أو كالغنم التي ليس لها راعٍ.
الوجه الثالث : أن فيها إضعافا للشرع ؛ لأن العالم الذي رد أو المردود عليه إذا قال قولاً غير هذه المسألة شك الناس فيه وقالوا : لعل هذه من خطأ فلان؛ فصار فيه مضرة من ثلاثة وجوه.
والواجب على العلماء فيما بينهم إذا أخطأ أحدهم أن يتصلوا به فيناقشوه، فإن كان الصواب معه تبعوه، وإن كان الصواب معهم يتبعهم، ثم لو فرض أنه أصر على ما هو عليه وله وجه – لأن المسألة مسألة اجتهاد - فلا أرى أن يرد عليه أبداً ؛ لأن الرد والأخذ والمناقشة في مسائل الاجتهاد بين العامة - لا شك - أنه ضرر، خصوصا في هذا الوقت، حيث يوجد أناس يدعون إلى التقليل من شأن العلماء، والكلام فيهم في المجالس؛ لأنهم فقدوا الزعامة التي يريدونها فصاروا مثل الزعماء الآخرين الذين عارضوا دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لما فقدوا الزعامة التي يريدونها ، ليس لهم سبيل إلى ما يريدون إلا أن يضعفوا الجانب الآخر.
وهذا على خطر عظيم جداً.
فأنا أرى أنه إذا وجد خطأ من أي عالم- والإنسان غير معصوم ، فقد يخطئ ولا يتبين له خطأ إلا بالمناقشة - أن يتصل به ويبحث معه ، فإن تبين الحق وجب على من تبين له الحق أن يتبعه , وإن لم يتبين وصارت المسألة فيها مساغ للاجتهاد فالواجب عدم الرد عليه.
من كتاب : " تفسير سورة آل عمرن " ج 2 ص ٣٧٤ - ٣٧٥
وقال سماحة العلامة صالح الفوزان – حفظه الله –
(نعم أنا لا أقول إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون ؛ العصمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ والعلماء يخطئون ولكن ليس العلاج أننا نشهر بهم وأننا نتخذهم أغراضاً في المجالس في المجالس ؛ أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس لا يجوز هذا أبداً ؛ حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ فإنَّ العلاج يكون بغير هذه الطريقة.
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور : 19].
نسأل الله العافية والسلامة ، فالواجب أن نتنبه لهذا الأمر وأن يحترم بعضنا بعضاً لا سيما العلماء ، فإنَّ العلماء ورثة الأنبياء ولو كان فيهم ما فيم).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 2 ص 184
وقال سماحة شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله - :
و أما السلف الذين عرفوا بالإخلاص و الصدق في الدين ، حتى لو أخطئوا نعتبرهم مأجورين في خطئهم.
(( من اجتهد فأصاب فله أجران ، و من اجتهد فأخطأ فله أجر )) .
فإذا عُرف الإنسان بالتقوى و الصلاح ، و الصدق في البحث عن الحق ثم أخطأ هذا مأجور، أما أهل البدع فلا ، أهل البدع يتبعون أهواءهم ؛ و لهذا ترى أنّ صاحب الهوى ما يرجع.
أما هذا فبنفسه يرجع ، و إذا قيل له أخطأت رجع ؛ لهذا الشافعي يرجع بنفسه ، و أحمد ينتقل من قول إلى قول يبحث عن الحق ، و أخذا بالأدلة ، ما يلعب بنفسه ، يرجع ، قد يخطئ و يراجع فيرجع).
من كتاب : " شرح أصول السنة للإمام أحمد " ص 87
(نعم أنا لا أقول إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون ؛ العصمة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ والعلماء يخطئون ولكن ليس العلاج أننا نشهر بهم وأننا نتخذهم أغراضاً في المجالس في المجالس ؛ أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس لا يجوز هذا أبداً ؛ حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ فإنَّ العلاج يكون بغير هذه الطريقة.
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور : 19].
نسأل الله العافية والسلامة ، فالواجب أن نتنبه لهذا الأمر وأن يحترم بعضنا بعضاً لا سيما العلماء ، فإنَّ العلماء ورثة الأنبياء ولو كان فيهم ما فيم).
من كتاب : " محاضرات في العقيدة والدعوة " ج 2 ص 184
وقال سماحة شيخنا العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله - :
و أما السلف الذين عرفوا بالإخلاص و الصدق في الدين ، حتى لو أخطئوا نعتبرهم مأجورين في خطئهم.
(( من اجتهد فأصاب فله أجران ، و من اجتهد فأخطأ فله أجر )) .
فإذا عُرف الإنسان بالتقوى و الصلاح ، و الصدق في البحث عن الحق ثم أخطأ هذا مأجور، أما أهل البدع فلا ، أهل البدع يتبعون أهواءهم ؛ و لهذا ترى أنّ صاحب الهوى ما يرجع.
أما هذا فبنفسه يرجع ، و إذا قيل له أخطأت رجع ؛ لهذا الشافعي يرجع بنفسه ، و أحمد ينتقل من قول إلى قول يبحث عن الحق ، و أخذا بالأدلة ، ما يلعب بنفسه ، يرجع ، قد يخطئ و يراجع فيرجع).
من كتاب : " شرح أصول السنة للإمام أحمد " ص 87
No comments:
Post a Comment