هام نصيحة الشيخ محمد بن هادي المدخلي لكيفية حل الخلاف بين السلفيين
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻚ ﻭ ﺑﻴﻨﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﺣﺘﻜﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ
، ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ، ﻭ ﺇﻻ ﻓﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﺟﻞ ﻭ ﻋﺰ ، ﻓﺎﺗﺼﻠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ، ﻭ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭ
ﻳﺴﺘﻔﺘﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﻳﻄﺮﺡ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻳﺼﻮﻍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﺑﺤﻀﺮﺗﻬﻢ ﻭ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭ ﺣﻞ ﻣﺤﻠﻪ
ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ ـ ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ـ ﻫﺬﺍ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻭ ﻳﺼﻮﻍ ﺳﺆﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭ
ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻱ ﺑﺎﻟﺤﻴﺜﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻭﻫﻮ ﺑﺸﺮ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ
ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ، ﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﻭ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﺃﺧﺎﻩ ، ﻭ ﺃﺧﻮﻩ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ
، ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺴﺪ ﻭﻻ ﻳﺼﻠﺢ.
ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻭﺻﻲ
ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭ ﻋﻼ ﺃﻭﻻ ، ﺛﻢ ﻣﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ ، ﻭ
ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﺪ ﻧﺼﺮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻨﻔﺲ ، ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻟﻮ ﺗﻜﻠﻢ ﻓﻲ ، ﻭﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻟﻮ ﻃﻌﻦ ﻓﻲ ، ﻻ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭ ﻋﻼ ، ﺛﻢ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻚ ﺫﻟﻚ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ
ﻟﻴﻮﻓﻘﻨﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻔﻞ ﺑﻨﺼﺮﺓ ﻣﻦ ﻧﺼﺮﻩ } ﻭ ﻟﻴﻨﺼﺮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺮﻩ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻘﻮﻱ
ﻋﺰﻳﺰ. { ﻗﻮﻱ : ﻻ ﻳﻐﺎﻟﺒﻪ ﺃﺣﺪ , ﻋﺰﻳﺰ : ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ
، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻭﺻﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﺍ ، ﺃﻧﺎ ﻭ ﻓﻼﻥ ﺑﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﻴﻨﻪ ﺧﺼﻮﻣﺔ : ﺗﻌﺎﻝ ﻣﻦ ﺗﺮﺿﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺿﻊ ﺳﺆﺍﻟﻚ ، ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺻﻮﻍ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻧﺠﻌﻠﻪ
ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻧﻘﺮﺃﻩ …, ﺇﺫﺍ ﺧﺸﻴﻨﺎ ﻧﺄﺗﻲ ﺑﻄﺮﻑ ﺛﺎﻟﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﻧﻘﺮﺃ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭ ﺳﻴﺠﻴﺐ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﻧﺘﻘﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ، ﻭﻣﺎ
ﺃﻓﺘﺎﻧﺎ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﻪ ﻧﻠﺘﺰﻣﻪ ، ﻣﺎ ﻧﺘﺄﻭﻝ ﻓﻨﺬﻫﺐ ﻣﺜﻞ ﺃﻫﻞ
ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ … ﻟﻌﻠﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺪ ﻛﺬﺍ ، ﻃﻴﺐ ﺃﻧﺎ ﻭ ﺇﻳﺎﻙ ﺟﻠﺴﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﻦ
ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ …, ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﻞ
ﺍﻷﻣﺮ ﻭ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ، ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺬﻫﺐ ﻳﺘﺄﻭﻝ ، ﻓﻨﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﻭ ﺇﻳﺎﻛﻢ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﻅ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﻌﻢ
، ﻫﺬﻩ ﻭﺻﻴﺘﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﻮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺛﻢ ﻟﻜﻢ ﺛﺎﻧﻴﺎ
ﺗﻔﺮﻳﻎ ﻣﻦ ﺷﺮﻳﻂ :ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ
No comments:
Post a Comment