Wednesday, 17 June 2015

Ruling on greeting for Ramadhan - الفوزان

حكم التهنئة بدخول شهر رمضان؟ ‏


السؤال: 
عندما يحل شهر رمضان نسمع كثيرًا من الناس يباركون على بعضهم بقدومه بقولهم‏:‏ ‏"‏مبروك عليك شهر رمضان‏"‏ فهل لذلك أصل في الشرع‏؟‏
الإجابة: التهنئة بدخول شهر رمضان لا بأس بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان، ويحثهم على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحة، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏( ‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏) ‏[‏ يونس ‏:‏ 58‏]‏.
فالتهنئة بهذا الشهر والفرح بقدومه يدلان على الرغبة في الخير، وقد كان السلف يبشر بعضهم بعضًا بقدوم شهر رمضان؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء ذلك في حديث سلمان الطويل الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، شَهْرٌ جَعَلَ الله صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَن تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِن خِصَالِ الخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَن أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً فِيهِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرُ يُزَادُ فِيهِ الرِّزقِ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِن النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِن غَيْرِ أَن يَنْقُصَ مِن أَجْرِهِ شَيْءٌ» قَالُوا يَا رَسُولَ الله لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ؟، قَال صلى الله عليه وسلم: «يُعْطِي اللهُ هَذَا الثَّوَابَ مَن فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ،  أَوْ تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَن سَقَى صَائِمًا سَقَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِن حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا حَتَّى يَدْخُلَ الجَنَّة، وَمَن خَفَّفَ عَن مَمْلُوكِهِ فِيهِ غَفَرَ اللهُ لَهُ وَأَعْتَقَهُ مِن النَّارِ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِن النَّارِ، فَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِن أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَن لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا الخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللهَ الجَنَّةَ، وَتَتَعَوَّذُونَ بِهِ مِن النَّارِ». 
http://alfawzan.af.org.sa/node/7452 

 

 

 التهنئة والتبريك بحلول شهر رمضان .


هل حديث:

(جاءَكُمْ – أَوْ أَتَاكُمْ – أوْ أَظَلَّكُمْ - أَوْ حَضَرَكُمْ – رمَضَانَ)؛
فيه تهنئة وتبريك بشهرِ رمضان؟

الحديث:

عن أبي قِلابَةَ عن أبي هُريْرَةَ قال: قال رسول اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُبشِّرُ أصْحَابَهُ: (قد جاءَكُمْ شهْرُ رمَضَانَ شهْرٌ مُبارَكٌ افْترَضَ الله علَيْكُمْ صِيامَهُ .. (الحديث).
رواه أحمد (2 /385)، وغيره بألفاظ متعددة من حديث أبي هريرة وسلمان الفارسي، وأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

لم ترد لفظة: "يُبشِّرُ أصْحَابَهُ" الـمُدْرجة؛ إلا من حديث أبي هريرة عند أحمد، وجاء عند احمد (2 / 230) من حديثه بلفظ:
"لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

الحديث ليس فيه تبريكات بشهر رمضان ولا تهنئة، كل ما فيه: أن النبي َّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبر أصحابه بما في شهر رمضان من الأجر والثواب العظيم، وما يتميز به عن بقية الشهور؛ كي يجدوا ويجتهدوا في العبادة والأعمال الصالحة فيه.
ولو كانت منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهنئة وتبريكات بشهر رمضان؛ لعمل الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم بذلك، ولتتالت الآثار عن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم بذلك وانشرت.


أما قول من يقول: وكان السلف يبشر بعضهم بعضاً بشهر رمضان.
وقول : قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان.

كل ذلك تعميم، نجده مقيداً في بعض كتب المتأخرين، ولم نجد له سند ولا أثر منقول عن الصحابة أو التابعين وتابع التابعين.

وبعضهم شطَّ وزاد، فقال: يُستحب التهنئة برمضان !
مِن أين له الاستحباب ؟؟!!

فلَما لم نجد أثر عن السلف من القرون المفضلة؛ فليس لنا أن نتوسع في إرسال التبريكات والتهاني بدخول شهر رمضان عبر مواقع التواصل و "النت"، لكن المسلم يستبشر بهذا الشهر العظيم لا شك ولا ريب، وكل خير في اتباع من سلف.
وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

نأمل ممن يقرأ ما كتبناه أن لا يعارضنا بكلام عالم من علماء السنة المعتبرين، فلست أقارع العلماء؛ فأنا مِن أشد الناس احتراما للعلماء؛ وهم الذين علمونا الأخذ بما صح من الآثار، فمن أراد أن يحاجج؛ فليأتنا بآثار صحيحة صريحة عن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم بالتهنئة والتبريك بشهر رمضان، وعندها أتراجع وأُسَلِّم، وهذا منهج أهل العلم: إذا صح الأثر فهو مذهبي.


كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي.
فجر يوم الجُمُعة:  30 / شعبان / 1438هـ

No comments:

Post a Comment