Posted: 16 Jun 2015 09:54 AM PDT
علمني ديني :
أنه لا يشترط التفرغ لطلب العلم حتى أتعلم ديني.
فقد
كان الصحابة رضي الله عنهم منهم من يشتغل بالتجارة والسوق ، ومنهم من
يشتغل بالزرع والحصاد، ولم يأمرهم الله تعالى و لا رسوله بالتفرغ للتعلم
والجلوس له من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين أظهرهم.
أخرج
البخاري تحت رقم (89) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ،
قَالَ: "كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ
بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ
النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ
ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ
ذَلِكَ،...".
وأخرج
البخاري تحت رقم (118) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: "إِنَّ النَّاسَ
يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَلَوْلاَ آيَتَانِ فِي كِتَابِ
اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَتْلُو : ﴿إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا
بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ
وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ{159} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ
وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة:159-160).
إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ.
وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ العَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ.
وَإِنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ، وَيَحْضُرُ مَا لاَ يَحْضُرُونَ، وَيَحْفَظُ
مَا لاَ يَحْفَظُونَ".
وحتى
الأمر بالنفرة في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ
كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ
إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ (التوبة:122). جاء مقيدا للبعض لا
للجميع.
والمقصود
: أنه لا يضر طلب العلم أن يشتغل المسلم بعمله ويتناوب في الجلوس على
المشايخ، أو يستعمل ما يسره الله من التسجيلات والأمور الأخرى للتعلم
والاستفادة.
والله الموفق.
فأنت أيُها الإبن السائِل عليك أن تتعلم لهذا، وليُعلم أنَّ العلم يُوجَد مع قلَّةِ ذاتِ اليدِ وإذا جاءَ الترف الغالِب يفرّ، لأنَّ المرء يأتي حينئذٍ ويميل إلى الدَعة، يميل إلى الدعّة، إلى الراحة، وأغلب العُلماء يغلُب عليهم الفقر، قلَّةِ ذاتِ اليدِ، أو سداد الحال، وُجِد أغنياء لا نُنكِر في العلماء، لكنهم قلةٌ جدًا، هذا أولًا.
ReplyDeleteثانيًا: المُمارسة في لأمور الدنيا في الغالِب ليست منهم لهم وُكلاءَ عليها يقومون بها فيتولون لهم أمورهم هذه، وأما هُم فمنصرفون إلى العلِم فلذلك أراحوا أنفسهم من الإشتغال بهذا الجانب ووكلّوا عليه من يقوم بهِنيابةً عنهم حتى لا يأخُذَ وقتهم فحينئذٍ تخلّصوا وخلّصووا أنفسهُم للتعلمِ والتعليم- رحمهم الله.
فأنا أُوصي أَبنائي بالصبر على ما يلحق من الفقر والفاقة، في سبيل هذا العلم وتحصيلة وطلبهِ ، والمشاق التي تعرِض لطالِب العلِم ينبغي لهُ أن يقرأَ فيها ما نزل بمن سلف قبلهم من أئمة الإسلام، الذين صاروا بعد ذلك أئمة كيف كانوا!؟ وماذا مرّ بهم وعرَضَ لهم يقرأ فإنَّ حكايات الصالِحين سِياط تُوقِظ القلوب الغافلة، القِراءة في حكايات الصالحين وأخبار الصالِحين يوقِظ القلوب يَستَصغِر أحدُنا نفسهُ عند هؤلاء، وهمتهُ عند هؤلاء، وصبرهُ عند هؤلاء، فإذا رأى هولاء حاولَ أَن يقرُبَ مما هم فيه:
فَتشبّهوا إن لم تَكونوا مِثلهم إِنَّ التشبّه بِالكِرام فَلاح، فعليك أن تنظُر إلى هذا الجانِب، فإذا مشيت فيهِ على هذا النحو، فأنتَ إن شاء الله تعالى- على خير وإلى خير.
والثالث:ابتعد عن صحبة البطالّين، لابُد من ذلك، سواء من أهل الدُنيا أو من أهل الهَوى، وعليك بالبقاءِ مَع مَنْ تَقَدَم ذِكرُهم.
http://bayenahsalaf.com/vb/showthread.php?t=24766