يا من يدعي طلب العلم..
إذا كنتَ تأنَسُ لسماع القصص والطرائف والغرائب والنوادر أو الفتاوى، ويثقل عليك القراءة المنهجية الجادة في كتب العلم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تحب حضور مجالس العلم والاستماع إلى الأشرطة وقراءة الكتب ولكن لا تراجع وتَدْرُس وتفهم وتحفظ؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت كلما بدأتَ في كتابٍ من الكتب أو علمٍ من العلوم تملُّ منه فتنتقل إلى غيره قبل أن تكمله -من غير عذر-؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ لا تصبر على الجلوس للتعلم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ كلما قرأتَ كتابا أو كتابين في علمٍ ما؛ ظننتَ نفسك عالما فيه، وتصديتَ للإفتاء فيه؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تجد في نفسك حبا للظهور والتصدر؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تعمل بما تعلم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تنشط أمام الناس للقراءة والاستماع ثم إذا كنت في خلوة زال هذا النشاط؛ فراجع نفسك.
وإذا كان يثقل عليك أن تقرأ في كتب الردود والكتب التي تبين منهج السلف في التعامل مع الأخطاء وفي معاملة المبتدعة؛ فراجع نفسك.
وإذا كان يثقل عليك التحذير من المبتدعة واتخاذ المواقف الجادة والحازمة منهم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ مفرطا في حفظ القرآن مع قدرتك على الحفظ؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت ممن يشغل نفسه بالسياسة؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تُكثر من الكتب دون أن تسفيد منها وتقرأ فيها؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت كلما واجهتك مسألة لم تعرف حكمها أمسكتَ بالهاتف واتصلتَ بأحد المشايخ لتسأله دون أن تُتعب نفسك بالبحث قبل ذلك؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ كلما اختلف معك أحد في مسألةٍ؛ تأتي تنكر عليه دون أن تعرف ما لو كان قولُه له قويا أو شاذّا؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت كلما اختلف معك أحد في مسألةٍ فيها خلاف قوي ولا يجوز الإنكار على المخالف فيها ؛ تبغضه وتنفر منه وربما تحذّر منه وتتهمه بضعف التدين أو بتتبع الرخص أو باتباع الأقوال الشاذة؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تضبط الحميّة والعاطفة بضوابط الشرع؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تتعصب لشيخٍ أو مذهب فقهي؛ فراجع نفسك. 
وإذا كنتَ عندما تدعو الناس إلى الحق تحب أن يتبعوا ما تدعوهم إليه لأنه قولك لا لأنه الحق؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تتتبع الرخص وتأخذ بشواذ الأقوال؛ فراجع نفسك.
وإذا كان عندك داء الحسد والغيرة ولا تحب الخير للناس؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تنشغل بعلوم الآلة وتنكبُّ عليها ليل نهار وتهمل العلوم الأصلية التي هي الغاية؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تعظّم أقوال العلماء مثل تعظيم النصوص الشرعية أو أكثر؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ هاجرا للقرآن؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تخذع نفسك وتعطيها منزلة فوق منزلتها، وتظن نفسك أنك أنت وحدك الذي تفهم والناس لا يفهمون؛ فراجع نفسك.
وإذا كنتَ تتعلم العلم لتماري به السفهاء أو لتباهي به العلماء أو لتصرف به وجوه الناس؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا ترى في نفسك أنك لا تزال جاهلا وبحاجة إلى التعلم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تحترم علماء السنة، وتطلق لسانك في أعراضهم، وتحتقرهم، وتزدريهم، وترميهم بالجهل وعدم فقه الواقع؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تحب الخوض في الفتن والمسارعة إليها؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تحدّث بكل ما تسمع دون أن رويّةٍ وتحرٍّ وتثبُّت، ودون أن تزن كلامك قبل أن تتكلم وتنظر هل يناسب المقام أم لا؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت ميّالا إلى العنف والشدة والتهور في تعامُلك مع غيرك، فظا غليظ القلب، بعيدا عن الرفق والحلم والأناة؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تنظر إلى عيوب نفسك ولا تحاسبُها على تقصيرها وتتعاهدها بالتقويم والتصحيح؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تظن أن طريق العلم قصير وأنه يمكنك أن تصبح عالما في بضع سنين؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تنشغل بالدنيا وجمع المال؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت كسولا ميّالا إلى الراحة؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تأخذ العلم عن غير أهله؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تأخذ عن كل أحد دون تمييز؛ فراجع نفسك.
وإذا لم يكن عندك إحساس بالوقت وحرص عليه؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت صاحب شخصية يائسة؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تهتم بتعلّم علوم الآلة -ولا سيما النحو- ولا تتعب نفسك وتجاهدها على أن تأخذ منها ما تحتاجه؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت عجولا متهورا؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت لا تسير على منهجية مدروسة في طلبك للعلم؛ فراجع نفسك.
وإذا كنت تقرأ في كتب المبتدعة وتسمع أشرطتهم وأنت لمّا تتأهّل بعدُ لذلك ولا تضبط ذلك بالضوابط الشرعية؛ فراجع نفسك.


وفقني الله وإياك لما تحب وترضى، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل، وجعلنا ممن يطلب العلم لله، ويطلبه على الطريقة السليمة، وأن نسير على وفق الشرع في عقائدنا وأقوالنا وأفعالنا، وأن يصلح لنا شأننا كله! إنه -سبحانه وتعالى!- سميع مجيب.