* قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
" إنما كان- أي الإمام أحمد - يكفِّر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته، لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة ولأن حقيقة قولهم التعطيل ، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والإئمة لكن ما كان يكفر أعيانهم فإن الذي يدعو إلى القول أعظم من الذي يقول به ، والذي يعاقب مخالفه أعظم من الذي يدعو فقط ، والذي يكفر مخالفه أعظم من الذي يعاقبه . ومع هذا، فالذين كانوا من ولاة الأمور يقولون بقول الجهمية : أن القرآن مخلوق وأن الله لايرى في الآخرة ، وغير ذلك ويدعون الناس إلى ذلك ويعاقبونهم، ويكفرون من لم يجبهم ... ومع هذا فالإمام أحمد ترحم عليهم، واستغفر لهم، لعلمه بأنهم لمن يبين لهم أنهم مكذبون للرسول، ولا جاحدون لما جاء به،ولكن تأولوا فأخطأوا، وقلدوا من قال لهم ذلك " مجموع الفتاوى (23/ 349)
وقال أيضا رحمه الله تعالى : " وليس لأحد أن يكفر أحدا من المسلمين وإن أخطأ وغلط حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك؛ بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة. "(مجموع الفتاوى12/466)
وقال عنه الذهبي رحمه الله تعالى : " ومذهبه توسعة العذر للخلق، ولا يُكفِّر أحدًا إلا بعد قيام الدليل والحجة عليه، ويقول: هذه المقالة كفرٌ وضلالٌ، وصاحبها مجتهدٌ جاهلٌ لم تقم عليه حجة الله، ولعله رجع عنها أو تاب إلى الله ويقول: إيمانه ثبت له بيقين فلا نخرجه منه إلا بيقين، أما من عرف الحق وعانده وحاد عنه فكافرٌ ملعونٌ كإبليس، وإلا من الذي يسلم من الخطأ في الأصول والفروع " " المسائل والأجوبة ص 146 "
أقول : طبعا الحدادية تسلب عن المسلم الجاهل - الواقع في الكفر - اسم الإسلام والإيمان وتقول لا نقول عنه إنه مسلم فتنبه !!؛ بينما شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - يثبت له اسم الإسلام مادام معذورا ولايسلبه منه إلا بعد إقامة الحجة وإزالة الشبهة !!.
* وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :
"وأمَّا الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنَّا نكفِّر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنَّا نكفِّر مَن لم يكفر ومن لم يُقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكلُّ هذا من الكذب والبهتان الذي يصدُّون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنَّا لا نكفِّر مَن عبَد الصنمَ الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم مَن يُنبِّههم، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يُهاجر إلينا، أو لم يكفر ويُقاتل، سبحانك هذا بهتان عظيم"
أقول: الإمام محمد رحمه الله تعالى هنا رد عن نفسه فرية أنه يكفر من لم يشرك بالله إذ لم يهاجر إليه- أي إنه يسلب عنهم اسم الإسلام - وذلك بأنه يثبت إسلام من عبد صنم الذي على عبدالقادر عن جهل وعدم من ينبههم فكيف يكفر من لم يشرك بالله ولم يهاجر إليه ؟! .
أقول أخيرا : ولعل بعض اللأفاكين يقول هذا الكلام في المسائل الخفية وليس في المسائل الظاهرة فالرد عليه يكون من كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى حيث اعتبر الظهور والخفاء أمر نسبي واعتبر الذبح لغير الله قد يخفى على البعض فقال رحمه الله تعالى : " السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .
السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .
الشيخ : يذبح لغير الله واشلون -كيف - يذبح لغير الله ؟
السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .
الشيخ : لا ، أنا أقول - واشلون - يذبح لغير الله ، كيف ؟
السائل : يذبح لغير الله .
الشيخ : يعني ، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟
السائل : أي ، نعم .
الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة ؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة السعودية في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .
الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .
الشيخ : يذبح لغير الله واشلون -كيف - يذبح لغير الله ؟
السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .
الشيخ : لا ، أنا أقول - واشلون - يذبح لغير الله ، كيف ؟
السائل : يذبح لغير الله .
الشيخ : يعني ، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟
السائل : أي ، نعم .
الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له أي لهذا الغير مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .
السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة ؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة السعودية في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة ، فيكون كافراً .
السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟ .
الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل .
السائل : وهل هناك فرق بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟ .
الشيخ : الخفية تُبيَّن .
السائل : مثل أيش ؟
السائل : مثل أيش ؟
الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرضنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ . "
والحمد لله رب العالمين
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=145376
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=153815&hl=
ReplyDelete