المقصود
أنهم لا يدعون مع الله، ولا يستغاث بهم ولا ينذر لهم، ولا يذبح لهم، ولا يطلب منهم
المدد، ولو كانوا عظماء في الدين كالعلماء والرسل، لا يجوز هذا أبداً، بل دين الله
سبحانه إخلاص العبادة لله وحده ؛ قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ؛ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ؛ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ
لِيَعْبُدُونِ ، هكذا يقول سبحانه ، ويقول عز وجل : فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ ؛ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا
لَهُ الدِّينَ ، أما الحي القادر ، لا بأس أن يستعان به ، الحي القادر ، تقول
لأخيك : أعني على كذا يسمع كلامك ، أو من طريق الكتابة تقول : يا أخي ساعدني على
كذا ، أعني على مزرعتي على إصلاح سيارتي ، اشتر لي كذا ، لا بأس بالتعاون بين
الأحياء ، أما
دعاء الأموات أو دعاء الغائبين يسمعون وهم غائبون بدون واسطة ، هذا شرك أكبر ،
أو دعاء الجن أو دعاء الملائكة ، أو الاستغاثة بهم هذا هو الشرك الأكبر ، بعث الله الرسل لإنكاره
والنهي عنه والتحذير منه ، وهو مصادم لقوله عز وجل : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ ؛ ولقوله : وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا
إِلا إِيَّاهُ ؛ ولقوله : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ نسأل الله أن يوفق ولاة الأمور، من الأمراء
والعلماء لكل ما فيه صلاح
(الجزء رقم : 2، الصفحة رقم: 229)
|
العباد
والبلاد، وأن يعينهم على كل خير ويصلح لهم البطانة، وأن يجعلهم هداة مهتدين،
وإيانا وسائر إخواننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
No comments:
Post a Comment