يقول العلاّمة الشّاطبيّ –رحمه الله- في الاعتصام مُعلِّقًا على حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -وسيورده لعلّه المُصنِّف- وهو حديث: (إنّ الله لا يقبض العلمَ انتزاعًا ينتزعه من صدور العباد، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ النّاس رؤوسا جهّالاً فسُئلوا فأفْتَوا بغير علمٍ فضلّوا وأضلّوا)
علّق –رحمه اللهُ- هاهُنَا في الاعتصام بقوله:
"قال بعض العلماء: تدبّروا هذا الحديث.." بعض العلماء يُخاطبون أهل العلم وطُلاّبه أن يتدبّر هذا الحديث (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا)،
"تدبّروا هذا الحديث فإنّه يدلّ على أنّه لا يُؤتى النّاس قطُّ من قِبَل علمائهم؛ وإنّما يُؤتَوْن من قِبَل أنّه إذا مات عُلَماؤهم أفتَى من ليس بعالمٍ فيُؤتَى النّاس من قِبَلِه، وقد صُرِّفَ هذا المعنى تصريفًا فقيلَ: ما خانَ أمينٌ قطُّ؛ ولكن اؤتُمِن غير أمينٍ فخانَ"
فقال: "نحنُ نقول: ما ابتدع عالمٌ قطُّ؛ ولكن استُفْتِيَ من ليس بعالمٍ فضلَّ وأضلَّ". انتهى كلامه –رحمه الله-.
هل معنى هذا: أنّه ينفي عن أهل العلم الوقوع في الخطأ؟ حاشَا وكلاَّ لا يُريد هذا، لا يُريدُ –رحمه الله- الدّفع عن وقوع بعض أو آحاد من أهل العلم في الخطأ فهذا واردٌ لأنّهم بشرٌ.
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=152102&hl=
No comments:
Post a Comment