Sunday, 28 December 2014

Importance of Creed أهمية العقيدة - Fawzan حفظه الله

قال الله تعالى عنهم ( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت) وكل رسول يقول لقومه أول ما يدعوهم (اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا) كما قالها نوح و هود و صالح و شعيب و ابراهيم و موسى وعيسى و محمد و سائر الرسل عليهم الصلاة و السلام فيجب على من عرف هذه العقيدة وعمل بها أن لايقصر على نفسه بل يدعوا الناس اليها بالحكمة و الموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين و أتباعهم و ان الدعوة الى هذه العقيدة هي الاساس و المنطلق فلا يدعى الى شيء قبلها من فعل الواجبات و ترك المحرمات حتى تقوم هذه العقيدة و تتحقق لانها الاساس المصحح لجميع الاعمال و بدونها لا تصح الاعمال و لا تقبل و لا يثاب عليها و من المعلوم بداهة أن أي بناء لا يقوم و لا يستقيم الا بعد اقامة أساسه و قاعدته و لهذا كان الرسل عليم الصلاة و السلام يهتمون بها قبل كل شيء و كان  النبي صلى الله عليه و سلم عنما يبعث الدعاة يوصيهم بالبداءة بالدعوة الى تصحيح العقيدة 
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم اليه شهادة أن لا اله الا الله و في رواية الى أن يوحدوا الله فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم و ليلة فان هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقراءهم هم أطاعوك لذلك فاياك و كرائم أموالهم و اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها و بين الله حجاب رواه البخاري و مسلم 
فمن هذا الحديث الشريف و من استقراء دعوة الرسل في القرآن و من سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم يؤخذ منهج الدعوة الى الله و أن أول ما يدعى الناس اليه هو العقيدة المتمثلة بعبادة الله وحده لا شريك له و ترك عبادة ما سواه كما هو معنى لا اله الا الله و قد مكث النبي صلى الله عليه و سلم في مكة ثلاث عشرة سنة بعد البعثة يدعوا الناس الى تصحيح العقيدة لعبادة الله وحده و ترك عبادة الاصنام قبل أن يأمر بالصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و ترك المحرمات من الربا و الزنا و الخمر و الميسر و هذا مما يدلنا دلالة واضحة على خطأ بعض الجماعات التي تنتمي للدعوة و هي لا تهتم بالعقيدة و انما تركز على أمور جانبية أخلاقية و سلوكية و هي ترى الناس يمارسون الشرك الاكبر حول الاضرحة المبنية على القبور في ديار الاسلام و لا تنكر ذلك و لا تنهى عنه لا في كلمة و لا في محاضرة و لا في مؤلف الا قليلا بل قد يكون بين صفوف تلك الجماعت من يمارس الشرك و التصوف المنحرف و لا ينهونه و لا ينبهونه على ذلك مع أن البداءة بدعوة هؤلاء و اصلاح عقيدتهم أولى من دعوة الملاحدة و الكفار المصارحين بكفرهم لان الملاحدة والكفار مصرحون بكفرهم و مقرون أن ما هم عليه مخالف لما جاءت به الرسل أما أولئك القبوريون و المتصوفة المنحرفون فيظنون أنهم مسلمون و أنما هم عليه  هو الاسلام فيغترون بذلك و يغرون غيرهم و الله جل و علا أمرنا بالبداءة بالكفار الاقربين قال تعالى (و أنذر عشيرتك الاقربين)

No comments:

Post a Comment