حضور المرأة حفلات الأعراس
أنا
امرأة أكره الذهاب لحفلات الأعراس لما فيها من تفاخر بين النساء في الملبس
والتسريحات، ولكن الجميع يغضب مني ويريد دليلاً على التحريم، أو الكراهية،
أرجو التوضيح مأجورين؟ جزاكم الله خيراً.
المشروع
حضور الزواج، حضور حفل الزواج مع الرجل، ومع المرأة، فالمرأة مع النساء،
والرجل مع الرجال، لإعلان النكاح، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بإعلان
النكاح، واجتماع النساء ليلة العرس موجود في عهد النبي -صلى الله عليه
وسلم-، وكانوا أزواج النبي يحضرن ذلك، وهن خير النساء وأفضل النساء، فلا
ينبغي التحرج من ذلك إذا كان الاحتفال ليس فيه منكر، أما كون النساء يلبس
ملابس جميلة فهذا من عادة الناس في الزواج، لبس الملابس الجميلة وتحري
الملابس الجميلة هذا غير مستنكر، كذلك ضرب الدف والغناء العادي بين النساء
لا بأس بذلك كل هذا من إعلان من النكاح، إذا كن وحدهن ليس فيه اختلاط
فننصحك بعدم التأخر، وعدم التشويش على غيرك، وإذا حضرت ورأيت منكراً، أو
رأيت شيئاً ما يناسب انصحي، انصحي ووجهي إلى الخير، وأعيني على الخير، يقول
النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله). ويقول
-صلى الله عليه وسلم-: (من رأى منكم منكرا ًفليغيره بيده، فإن لم يستطيع
فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). هذا يعم الرجال
والنساء.
حكم الذهاب إلى الولائم أو المآتم التي فيها منكرات
معظم مناسبات الزواج والمآتم عندنا مخالفة للسنة، مثلاً: في الزواج غناء
واختلاط، وفي المآتم جمع بعد الدفن، هل يجوز لي الذهاب للتعزية بدون الجلوس
معهم، وفي الزواج إذا دعيت للوليمة ولم يبدأ وقت الحفل ولا الاختلاط هل
يجوز لي الذهاب، علماً بأن عدم ذهابي يترتب عليه مقاطعات وردود فعل عنيفة
منهم؟
إذا استطعت أن تذهب وتعلمهم وتنكر المنكر فهذا هو واجبك، تذهب وتعلم
وتنكر المنكر في المآتم وفي الزواجات، وإذا لم تستطع ذلك فلاحرج عليك أن
تترك الذهاب إليهم، وإذا قطعوك فهم الآثمون أما أنت فقد فعلت ما شرع الله
لك من ترك حضور المنكر، لكن لو حضرت وأنكرت استطعت ذلك تحضر وتنكر المنكر،
في المآتم وفي حفل الزواج، والغناء في الزواج إذا كان من النساء بينهن لا
حرج، الأغاني التي يعتادها الناس في الزواج، يمدحون الزوج والزوجة وآل
الزوج والزوجة ونحو ذلك بالدف لا بالعود ولا بالطبل ولا بالمزامير ولكن
بالدف هذا لا بأس به، وهذا من إعلان النكاح، كان يفعل في عهد النبي - صلى
الله عليه وسلم - وعهد الصحابة أما إذا كان فيه الاختلاط اختلاط الرجال
بالنساء في الأعراس واستعمال ما حرم الله من المزامير والعود والطبول
وأشباه ذلك فإنك لا تحضر، لكن إن استطعت أن تحضر وتنكر لعلهم يستجيبون لك
وجب أن تحضر وتنكر المنكر، وهكذا في المآتم إذا كان المأتم من أهل الميت
يحيون أياماً وليالي يصنعون طعاماً للناس ويحيون المأتم فهذا منكر
يعلمون،أن هذا من أمر الجاهلية، يعلمون أن هذا لا يجوز، ولكن يشرع لهم أن
يقبلوا الطعام من غيرهم، إذا صنع لهم أقاربهم وجيرانهم طعاماً يقبلونه، هذا
مشروع للجيران والأقارب، أن يصنعوا لأهل الميت طعاماً لأنهم قد شغلوا
بميتهم، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأهله لما جاء نبأ جعفر
يوم مؤتة في مؤتة في الشام، أمر أهله أن يصنعوا لهم طعاماً، فإنه قد آتاهم
ما يشغلهم، فإذا صنع لهم الجيران والأقارب لأهل الميت ودعوا إليه من يأكل
معهم من جيرانهم وأقاربهم فلا بأس بذلك، ولا بأس أنهم يصبوا قهوة أو شاي
لمن جاء يعزيهم لا بأس بذلك، لكن يجتمعون على طبول أو أغاني أو ملاهي أو
يصنعون هم طعاماً للناس من أجل الميت هذا هو منكر لا يجوز، أما إذا جاءهم
ضيف من بعيد وصنعوا طعاماً له ولهم فلا بأس بهذا، أو صبوا له القهوة، جاء
يعزي وصبوا له الشاي أو أسقوه شراب، لا بأس بذلك، هذا من مكارم الأخلاق،
أما يجتمعوا اجتماعاً خاصاً من أجل الميت، على الطبول والمزامير أو على
الذبائح والأكل ونحو ذلك فهذا هو الذي من عمل الجاهلية، لا يجوز أن يصنعه
أهل الميت، ولكن يصنعه الناس لهم، يهدون إليهم طعاماً من جيرانهم وأقاربهم
لأنهم شغلوا بالمصيبة، فالسنة أن يهدى لهم من جيرانهم وأقاربهم، وإذا جاءهم
الطعام الكثير ودعوا إليه من يأكل معهم فلا بأس بذلك ولا حرج في ذلك.
No comments:
Post a Comment