أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم، يقول السائل:
قلتم في إحدى ردودكم مستدلين بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن نصب شخصًا كائنًا من كان فوالا وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شِيعا".
والسؤال:
هل إذا طُعن في الشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ
ربيع وغيرهم من أهل العلم فدافعنا عنهم ندخل في كلام شيخ الإسلام؟ أفيدونا
بارك الله فيكم.
الجواب:
أولًا: عبارتي ليس كما نقل السائل، عبارتنا هكذا ولعلك أنت يا شيخ عبد المعطي والإخوان سمعتموها كثيرًا، "من نَصَبَ للناس رجلًا يوالي ويعادي فيه، - تأملوا - فهو من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شِيعا".
وبهذا يُعلَم شيئان:
أولًا: أن تنصيب هذا الرجل من قِبَل شخص أو أشخاص أو حتى جماعة، الموالاة تنعقد لذوات هؤلاء، الموالاة والمعاداة تنعقد لذوات هؤلاء، أصابوا أو أخطئوا وهذه هي الحزبية.
أمَّا كوننا نغضب إذا طُعِن في عالم سُنَّة نحسبه كذلك فهذا من الذبِّ عن السُّنة، وإذا أخطأ هذا العالم اطلعنا له على خطأ نرده، ولهذا فإنَّ المخالفين عند أهل السنة على ضربين:
* أحدهما: من كان مخالفًا للحق وهو من أهل السُّنة لكن زلَّت به القدم فأخطأ، فهذا عندنا نصون عرضه نصون كرامته ونذبُّ عن عِرضه ونردُّ خطأه، فلا نتابعه على زلَّته ونقول هذا العمل خطأ منه ولا يُقبل، إلَّا إذا كان ممَّا هو مسرحٌ للاجتهاد والنزاع فهذا أمر آخر.
* الثاني: من كان على بدعة وظلال تأصَّل كذلك، فهذا لا كرامة له عندنا، لكن قد نداري إذا كان الكلام فيه يضرُّ بدعوتنا؛ وزير الشؤون الدينية مثلًا، قاضي البلد، رئيس محاكم البلد، أمير كذا، له مكانته فالبدع نردُّها وهو لا نتكلم فيه مداراة.
http://ar.miraath.net/fatwah/5618
No comments:
Post a Comment