والطرق اليوم كثيرة : منها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.. فلها آثارها العظيمة في إضلال الناس ، وفي هدايتهم.
وهكذا الخطب في الجمع والأعياد والمناسبات والندوات ، والاحتفالات لأي
سبب ، لها أثرها أيضا. والنشرات المستقلة والمؤلفات والرسائل لها أثرها
العظيم. فالطرق بحمد الله اليوم ميسرة وكثيرة ، وإنما المصيبة ضعف الطالب ،
وقلة نشاطه ، وإعراضه وغفلته هذه هي المصيبة العظمى فالله يقول عز وجل :
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[7] فليس في الوجود من هو أحسن قولا
من هؤلاء ، وعلى رأسهم الرسل الكرام والأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، ثم
يليهم أهل العلم.
فكلما كثر العلم ، وكملت التقوى والخوف من الله عز وجل ، والإخلاص له
سبحانه صار النفع أكثر ، وصار التبليغ عن الله وعن رسوله أكمل. وكلما ضعفت
التقوى ، أو قل العلم ، أو قل الخوف من الله ، أو بُلي العبد بمشاغل الدنيا
والشهوات العاجلة – قل هذا العلم وقل هذا الخير. يقول سبحانه : قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي[8] بين سبحانه أن مهمة النبي الدعوة إلى الله على بصيرة ،
وأمره أن يبلغ الناس ذلك ، قُلْ أي : قل يا أيها الرسول للناس هَذِهِ
سَبِيلِي أي هذه التي أنا عليها ، هذه الشريعة وهذه الطريقة التي أنا عليها
من القول والعمل هي سبيلي ، وهي منهجي وطريقي إلى الله.
http://www.sahab.net/home/?p=1655
ثم طالب العلم بعد ذلك حريص جدا أن لا يكتم شيئا مما علم ، حريص على بيان الحق والرد على الخصوم لدين الإسلام ، لا يتساهل ولا ينزوي ، فهو بارز في الميدان دائما حسب طاقته ، فإن ظهر خصوم للإسلام يشبهون ويطعنون – برز للرد عليهم كتابة ومشافهة وغير ذلك لا يتساهل ولا يقول هذه لها غيري ، بل يقول : أنا لها.. أنا لها.. ولو كان هناك أئمة آخرون يخشى أن تفوت المسألة ، فهو بارز دائما لا ينزوي ، بل يبرز في الوقت المناسب لنصر الحق ، والرد على خصوم الإسلام بالكتابة وغيرها.. من طريق الإذاعة ، أو من طريق الصحافة ، أو من طريق التلفاز ، أو من أي طريق يمكنه ، وهو أيضا لا يكتم ما عنده من العلم ، بل يكتب ويخطب ، ويتكلم ويرد على أهل البدع ، وعلى غيرهم من خصوم الإسلام بما أعطاه الله من قوة ، حسب علمه وما يسَّر الله له من أنواع الاستطاعة.. قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[10] فينبغي أن نقف عند هاتين الآيتين وقفة عظيمة :
----
وكل ذي بصيرة يعلم ما ينشر في هذا العصر من الشرور العظيمة ، في الإذاعات والصحافة ، والتلفاز وفي النشرات الأخرى. وفي المؤلفات الداعية إلى النار.
وهذا الجيش المتنوع الذي يدعو إلى طرق النار ، يحتاج إلى جيش مثله ، وقوة مثله. بل وأكثر منه. هذه الجيوش التي يسوقها أعداء الإسلام إلى المسلمين ، وهذه الوسائل الخطيرة المتنوعة الكثيرة ، كلها يسوقها وينشرها أعداء الإسلام إلى المسلمين ، وإلى غير المسلمين ، لإهلاكهم وقيادتهم إلى النار. وأن يكونوا معهم في أخلاقهم الخبيثة ، وسيرتهم الذميمة ، وأن يكونوا معهم في النار ، لأن قائدهم يريد هذا كما قال الله سبحانه : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[12] فلا يليق بطالب العلم أن ينزوي ويقول : حسبي نفسي ، لا ، فإن عليه واجبات.. حسبه نفسه من جهة عمله أن يعمل.. وعليه واجبات من جهة البلاغ والبيان والدعوة فربنا يقول سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[13] ويقول سبحانه : وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ[14] فالله سبحانه يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة ، وأمره له أمر لنا جميعا ، ليس المقصود له وحده عليه الصلاة والسلام.. فإذا وجه له الأمر فليس له وحده بل هو ولنا ولأهل العلم جميعا إلا ما خصه الدليل به.
ثم طالب العلم بعد ذلك حريص جدا أن لا يكتم شيئا مما علم ، حريص على بيان الحق والرد على الخصوم لدين الإسلام ، لا يتساهل ولا ينزوي ، فهو بارز في الميدان دائما حسب طاقته ، فإن ظهر خصوم للإسلام يشبهون ويطعنون – برز للرد عليهم كتابة ومشافهة وغير ذلك لا يتساهل ولا يقول هذه لها غيري ، بل يقول : أنا لها.. أنا لها.. ولو كان هناك أئمة آخرون يخشى أن تفوت المسألة ، فهو بارز دائما لا ينزوي ، بل يبرز في الوقت المناسب لنصر الحق ، والرد على خصوم الإسلام بالكتابة وغيرها.. من طريق الإذاعة ، أو من طريق الصحافة ، أو من طريق التلفاز ، أو من أي طريق يمكنه ، وهو أيضا لا يكتم ما عنده من العلم ، بل يكتب ويخطب ، ويتكلم ويرد على أهل البدع ، وعلى غيرهم من خصوم الإسلام بما أعطاه الله من قوة ، حسب علمه وما يسَّر الله له من أنواع الاستطاعة.. قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[10] فينبغي أن نقف عند هاتين الآيتين وقفة عظيمة :
----
وكل ذي بصيرة يعلم ما ينشر في هذا العصر من الشرور العظيمة ، في الإذاعات والصحافة ، والتلفاز وفي النشرات الأخرى. وفي المؤلفات الداعية إلى النار.
وهذا الجيش المتنوع الذي يدعو إلى طرق النار ، يحتاج إلى جيش مثله ، وقوة مثله. بل وأكثر منه. هذه الجيوش التي يسوقها أعداء الإسلام إلى المسلمين ، وهذه الوسائل الخطيرة المتنوعة الكثيرة ، كلها يسوقها وينشرها أعداء الإسلام إلى المسلمين ، وإلى غير المسلمين ، لإهلاكهم وقيادتهم إلى النار. وأن يكونوا معهم في أخلاقهم الخبيثة ، وسيرتهم الذميمة ، وأن يكونوا معهم في النار ، لأن قائدهم يريد هذا كما قال الله سبحانه : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[12] فلا يليق بطالب العلم أن ينزوي ويقول : حسبي نفسي ، لا ، فإن عليه واجبات.. حسبه نفسه من جهة عمله أن يعمل.. وعليه واجبات من جهة البلاغ والبيان والدعوة فربنا يقول سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[13] ويقول سبحانه : وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ[14] فالله سبحانه يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة ، وأمره له أمر لنا جميعا ، ليس المقصود له وحده عليه الصلاة والسلام.. فإذا وجه له الأمر فليس له وحده بل هو ولنا ولأهل العلم جميعا إلا ما خصه الدليل به.
No comments:
Post a Comment