Sunday, 5 April 2015

Avoid the word "IF" & Rely solely upon Allah by taking the legislated steps ابن باز

والتوكل على الله عز وجل يتضمن أمرين: أحدهما: الاعتماد على الله تعالى، والإيمان بأنه لا يقع شيء في الوجود إلا بمشيئته وقدره. الثاني: الأخذ بالأسباب الشرعية والمباحة في علاج ما ينزل به من الحوادث، فيجمع بين الأمرين الإيمان بالقدر، وفعل الأسباب.
فالمسلم يعلم أن المرض بإذن الله سبحانه وتعالى، ولكن يعالجه بالأسباب الشرعية والأدوية المباحة، كما يعالج الظمأ بالشرب، ويعالج الجوع بالأكل، ويعالج الخوف بأسباب الأمن، ويعالج أخطار السرقة بإغلاق بابه، وما أشبه ذلك.
وكذلك في البرد يستدفئ بالنار وبالملابس، وهو مع هذا يؤمن بأن كل شيء بيد الله جل وعلا، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)) أخرجه مسلم في الصحيح[15]. فالمسلم يعالج مريضه ويأخذ بالأسباب، فإذا مات له ميت احتسب وقال: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل))، ولا يقول: لو أني سافرت إلى بلاد كذا لكان كذا.
وكذلك عليه أن يبيع ويشتري ويأخذ بالأسباب فإذا خسر فليقل: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل))، ولا يقول: لو أني بعت هذه البضاعة في مكان كذا لكان كذا، انتهى الأمر، وما كتبه الله قد وقع فلا اعتراض على قدر الله، ولكن الأخذ بالأسباب مشروع، فانظر وتأمل إذا كان البيع والشراء في المحل الفلاني أحسن فاعمل بذلك أولاً، وأما بعد وقوع الحادث أو الخسارة في البيع فقل: ((قدر الله وما شاء فعل))، ودع كلمة "لو" فإنها تفتح عمل الشيطان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

No comments:

Post a Comment