كيف ننصح بعض الإخوة السلفيين, الذين تأثروا ببعض من يدعي السلفية في مصر, والذين يرون أن التحزب وسيلة وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
بادئ ذي بدء أقول لكَ أيها السائل من الجزائر ولجميع المسلمين من المستمعين من المسلمين والمسلمات:
ليست السلفية أشخاصاً بل السلفية عقيدة ومنهج, فمن كان عليه ظاهراً وباطناً فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق ظاهراً وباطناً, ومن كان عليه في الظاهر, دون الباطن, فنحن نقبل منه ظاهره ولا نفتش عن باطنه, نكله إلى الله, وهو بمنزلة المنافق, مادام يُظهر السنة ويُظهر محبتها ومحبة أهلها, وهو في الباطن خلاف ذلك فهذا منافق.
ثانياً: لتعلموا أن السلفية لم يؤسسها أحدٌ من البشر, بل جاء بها النبيون والمرسلون
- عليهم الصلاة والسلام-,بدأً من نوح إلى محمد - صلى الله وسلم على الجميع -, من عند الله, نزلت بها كتب الله, وبعث بها رسله- عليهم الصلاة والسلام-.
ثالثاً: هذا الكلام مستوحى فيما يظهر لي بل السائل أشار إليه, أن بعض أتباع الجماعات الدعوية الحديثة, التي كلها ضالة مُضلة, ينتسب إلى السلفية, والسلفية منه بريئة, والسلفيون منه أبرياء براءة الذئب من دم يوسف - صلى الله عليه وسلم-, فهؤلاء حتى يروج فكرهم المنحرف, ومنهجهم الخبيث, وجدوا في انتسابهم إلى السلفية سلعة أو سوقاً رابحاً, واعلموا أن كل من انتسب إلى السنة والجماعة وهي (السلفية), وليس من أهلها وإن أظهرها, فإظهاره لها في الظاهر فقط, يفضحه الله – سبحانه وتعالى-, طال الزمان أو قصر, وقد تكون فضيحته بعد موته, يكتشف أنه لعابٌ ناقص.
وخاتمة القول الذي أرجو أنه فقههُ السائل والمستمعون, نعم, أن أهل السلفية هم خالصة أهل الإسلام, وقد قدمت في بدء هذا الحديث معكم أعني عن السلفية, أنها لم يؤسسها أحدٌ من البشر حتى الأنبياء لم يكونوا مؤسسين لها, وأزيد هاهنا أقول الأنبياء لها مبلغون وأصحابهم وأتباعهم دعاةٌ إلى ما جاءت به النبوات, فإذن السلفية عقيدةٌ ومنهج, مُستمدة من الكتابِ الكريم, وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم- وسيرة السلف الصالح, وهم كل من مضى بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على أثره وأساس السلف الصالح, الصحابة - رضوان الله عليهم-, ثم من تبعهم بإحسان من أئمة التابعين, ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة من الأئمة , فمبناها إذن على النص والإجماع, فأهل السلفية هم أهل السنة والجماعة من خصائصهم أنهم يزِنون ما يرِد عليهم ويفد إليهم من الأقوال والأعمال بميزانيْن وهما:
النصُّ والإجماع، فما وافقَ نصاً أو إجماعاً قُبل، وما خالف نصاً أو إجماعاً رُدّ على من جاء به كائناً من كان، ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم- يردّ بعضهم على بعض في المخالفات وأهل الإمامة بعدهم في الدين والعلم والإيمان على هذا المنهج إلى اليوم.
وبهذا علمتم أن السلفية ليست من التحزُّب الذي يعنيه هؤلاء؛ السلفية عقيدة ومنهج كما أسلفت؛ والتحزُّب هو انحياز إلى جماعة أو أفراد ليسوا على منهج الكتاب والسنة وليسوا على سيرة السلف الصالح، وهذا يشمل جميع الجماعات الدعوية الحديثة من إخوان وتبليغ وغيرهم، فإذاً التحزُّب انحياز إلى شخصٍ أو أشخاص أو جماعات هم مخالفون لمنهج أهل السنة والجماعة.
وهاكم عبارة لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يظهر بها ضابط التحزُّب لأنه من خلال اتصال الناس بنا واتصالنا بهم أن الكثير لا يعلمون ضابطاً للحزبية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : "ومن نصب للناس رجلاً يوالي فيه ويعادي فيه فهو من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً"
وبالله التوفيق ولعلّ الله ييسر محاضرة في هذا الموقع نتحدث فيها حديثاً أكثر تفصيلاً يُرجى أن يروى بها الغليل ويُشفى به العليل وما توفيقنا وإياكم إلا بالله.
http://www.libya2030.com/vb/showthread.php?t=2871&page=2
No comments:
Post a Comment