لكن
بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله - عز
وجل - لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال تعالى:
{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ولأن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت
صلح الجسد كله وإذا » « فسدت فسد الجسد كله » . فالعقل في القلب والقلب في
الصدر لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر
أوامره ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ . إذًا الدماغ
بمنزلة السكرتير ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول
الذي فوقه . هذا القلب يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ ،
والدماغ يأمر الأعصاب وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو
الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في
كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال : محل العقل القلب وله اتصال
بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جدا ، الذي يقبل الأشياء ويتصورها
ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ
وإما بالمنع لقول الرسول عليه الصلاة والسلام : « إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله » .ا.هـ
وفيما ذكرناه كفاية والله أعلم بالصواب وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أملاه الفقير إلي ربه المنان
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
No comments:
Post a Comment