وفئة ثالثة أظهرت الإسلام لتعيش مع المسلمين في الظاهر وهي مع الكفار في
الباطن وهم فئة المنافقين {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء
وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}، وهم شر من الكفار الخلص، قال الله: {هُمُ
الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، فهم
عدو باطن وهو شر من العدو الظاهر لكن الله كشف سترهم وفضح أمرهم في سور
وآيات من القرآن الكريم تتلى إلى يوم القيامة،
وقد ورثهم في وقتنا هذا فئات
متنوعة في توجهاتها وثقافاتها لكنها تتفق مع المنافقين في العداء للإسلام،
إذ يصفون المتمسك به بأنه متشدد وتكفيري وإن كان على هدى وبصيرة من الله،
ويصفون المتساهل في دينه المهمل لكثير من واجباته التي يمليها عليه الدين
الذي ينتسب إليه بأنه متحرر ومتنور،
وعلى هذا الأساس يتناولون الأحكام
الشرعية التي دوَّنها جهابذة العلماء بأنها جمود وأغلال وكهنوت،
ويدعون إلى
فقه جديد يصوغونه هم على وفق أهوائهم، بل تجاوزت وقاحتهم إلى ترك العمل
بالأحاديث الصحيحة وعدم الاحتجاج بها لأنها تخالف العقل عندهم، وأي عقل
يريدون! إنها عقولهم القاصرة الملوثة لا العقول السليمة، فإن العقول
السليمة لا تخالف الأحاديث الصحيحة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه
الله -:
(العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، فإن اختلفا فإما أن العقل
غير صريح وإما أن النقل غير صحيح ) .
Read fully :
No comments:
Post a Comment