حديث حذيفة -رضي الله عنه- يَقُولُ : ((كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ )) هذا الحديث أخرجه البخاري( برقم7084 ) واللفظ له (ومسلم 4890 ) وهذا الحديث له طرق وألفاظ ذكرها الشيخ الألباني في (الصحيحة برقم2739 )،
وقال الشيخ الألباني-رحمه الله- حينما سُئل عن معنى حديث حذيفة-رضي الله عنه- (فاعتزل تلك الفرق كلها) ( سلسلة الهدى شريط 760):
((هذا الحديث له علاقة بوضعنا الحاضر تمامًا؛ أي: إذا تفرَّق المسلمون شيعًا وأحزابًا وتكتلات، كلٌّ يتعصَّب لجماعته وحزبه؛ فلا يجوز للمسلم -والحالة هذه- أن ينطوي إلى فرقة من هذه الفرق؛ إلا فرقة واحدة إذا وُجِدَت وعليها إمام بويع من المسلمين، فينبغي أن يكون مع هذه الفرقة، ومع هذه الطائفة. أما إذا لم يكن هناك جماعة وعليها إمام قد بويع فيدع الفرق كلها، ولا يعني هذا "يدع الفرق كلها"؛ يعني: يعتزل على رأس جبل، لا؛ وإنما معناه أن لا يُتحزَّبُ لطائفة على طائفة. هذا هو المقصود بحديث حذيفة -رضي الله تعالى عنه-))
وقال أيضا في شرح حديث حذيفة ( سلسلة الهدى شريط200):
((وإن مما يحسن التنبيه عليه إلحاقا بما سبق الكلام فيه حول التكتل الحزبي والعمل السياسي أن الذين يقررون التكتلات والتحزبات القائمة اليوم في المجتمع الإسلامي أنهم جميعا لا يدندنون لا من قريب ولا من بعيد حول الحديث الصحيح باتفاق العلماء ألا وهو حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه الذي جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم ..... فساق الحديث، ثم قال :
أقول فإن في هذا الحديث تصريحا واضحا جدا يتعلق بواقع المسلمين اليوم , حيث أنه ليس لهم جماعة قائمة ولهم إمام مبايع , وإنما هناك كما ذكرت آنفا أحزاب مختلفة اختلافات فكريا ونظريا أيضا، ففي هذا الحديث أن المسلم إذا أدرك مثل هذا الوضع فعليه حينذاك أن لا يتحزب , وأن لا يتكتل مع أي جماعة أو مع أي فرقة مادام أنه لم توجد الجماعة التي عليها إمام مبايع من المسلمين ، ولذلك فقد نص بعض المحدثين والحفاظ المتقدمين على ما يؤكد هذا الذي يدل عليه هذا الحديث وعلى ما بينته سابقا , كما نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث عن الإمام الطبري رحمه الله أنه قال: " وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ".
((هذا الحديث له علاقة بوضعنا الحاضر تمامًا؛ أي: إذا تفرَّق المسلمون شيعًا وأحزابًا وتكتلات، كلٌّ يتعصَّب لجماعته وحزبه؛ فلا يجوز للمسلم -والحالة هذه- أن ينطوي إلى فرقة من هذه الفرق؛ إلا فرقة واحدة إذا وُجِدَت وعليها إمام بويع من المسلمين، فينبغي أن يكون مع هذه الفرقة، ومع هذه الطائفة. أما إذا لم يكن هناك جماعة وعليها إمام قد بويع فيدع الفرق كلها، ولا يعني هذا "يدع الفرق كلها"؛ يعني: يعتزل على رأس جبل، لا؛ وإنما معناه أن لا يُتحزَّبُ لطائفة على طائفة. هذا هو المقصود بحديث حذيفة -رضي الله تعالى عنه-))
وقال أيضا في شرح حديث حذيفة ( سلسلة الهدى شريط200):
((وإن مما يحسن التنبيه عليه إلحاقا بما سبق الكلام فيه حول التكتل الحزبي والعمل السياسي أن الذين يقررون التكتلات والتحزبات القائمة اليوم في المجتمع الإسلامي أنهم جميعا لا يدندنون لا من قريب ولا من بعيد حول الحديث الصحيح باتفاق العلماء ألا وهو حديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه الذي جاء في صحيح البخاري وصحيح مسلم ..... فساق الحديث، ثم قال :
أقول فإن في هذا الحديث تصريحا واضحا جدا يتعلق بواقع المسلمين اليوم , حيث أنه ليس لهم جماعة قائمة ولهم إمام مبايع , وإنما هناك كما ذكرت آنفا أحزاب مختلفة اختلافات فكريا ونظريا أيضا، ففي هذا الحديث أن المسلم إذا أدرك مثل هذا الوضع فعليه حينذاك أن لا يتحزب , وأن لا يتكتل مع أي جماعة أو مع أي فرقة مادام أنه لم توجد الجماعة التي عليها إمام مبايع من المسلمين ، ولذلك فقد نص بعض المحدثين والحفاظ المتقدمين على ما يؤكد هذا الذي يدل عليه هذا الحديث وعلى ما بينته سابقا , كما نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث عن الإمام الطبري رحمه الله أنه قال: " وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ".
No comments:
Post a Comment