[ .. الجواب على شبه المجيزين الإحتفال بالمولد النبوي .. ]
1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي ﷺ :
والجواب عن ذلك أن نقول: إنما تعظيمه ﷺ بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته ﷺ، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم؛ لأنه معصية. وأشد الناس تعظيمًا للنبي ﷺ هم الصحابة -رضي الله عنهم-، كما قال عروة بن مسعود لقريش: “يا قوم ! والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك، فما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله ما يمدون النظر إليه تعظيمًا له“، ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيدًا واحتفالًا، ولو كان ذلك مشروعًا ما تركوه.
2- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان :
والجواب عن ذلك أن نقول: الحجة بما ثبت عن الرسول ﷺ والثابت عن الرسول ﷺ النهي عن البدع عمومًا، وهذا منها. وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة، وإن كثروا: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام: 116]، مع أنه لا يزال -بحمد الله- في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق. فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في “اقتضاء الصراط المستقيم”، والإمام الشاطبي في “الاعتصام”، و ابن الحاج في “المدخل”، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألَّف في إنكاره كتابًا مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه “صيانة الإنسان”، والسيد محمد رشيد رضا ألَّف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.
3- يقولون: إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي ﷺ :
والجواب عن ذلك أن نقول: إحياء ذكر النبي ﷺ يكون بما شرعه الله من ذكره في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به؛ وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائمًا، لا في السنة مرة.
4- قد يقولون: الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله! :
والجواب عن ذلك أن نقول: البدعة لا تُقبل من أي أحد كان، وحسْن القصد لا يسوِّغ العمل السيئ، وكونه عالماً وعادلاً لا يقتضي عصمته.
5- قولهم: إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم! :
ويجاب عن ذلك بأن يقال: ليس في البدع شيء حسن؛ فقد قال ﷺ: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد“، ويقال أيضًا: لماذا تأخر القيام بهذا الشكر -على زعمكم- إلى آخر القرن السادس، فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهم أشد محبة للنبي ﷺ وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر؛ فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكرًا لله -عز وجل- ؟ حاشا وكلاَّ.
6- قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده ﷺ ينبئ عن محبته؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهارها مشروع :
والجواب أن نقول: لا شك أن محبته ﷺ واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين -بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه-، ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئًا لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه؛ فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل: لو كان حبك صادقًا لأطعته إن المحبّ لمن يحب مطيع فمحبته ﷺ تقتضي إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة، قال تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 112]، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول وإصابة السنة.
◄ [العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - ( مقال :حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي ) ]
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
📮قنـاة [الدّينُ النَّصيحَة] :
@din_nasiha
_________
[ http://goo.gl/rbKcN4 ]
Ⓜ️ المُدَوّنَـة:
[ https://goo.gl/EZBgGv ]
📲ساهِـمُوا بنشْـرِهَا وفّقَكمُ الله
No comments:
Post a Comment