وممّا لاشكّ فيه أنّ للدعوة وسائل كثيرة و متنوعة من خطابة وتعليم وتأليف وغيرها، وقد يسّر الله تعالى في هذا العصر الحاضر وسائل مهمة، ومسالك عظيمة، لم تحصل من قبل، ومن أبرز هذه الوسائل المستجدة شبكة الإنترنت، ولا شك أنّها وسيلة مفيدة، لها مزايا عديدة، لمن أحسن استغلالها، حيث يمكن من خلالهانشر رسالة الإسلام الصحيح بالدليل الصريح، وإصلاح ما علق به من الفساد والانحراف في مجال التوحيد والعبادة والمنهج والسلوك وغيرها، ولهذا صار من الضروري اليوم إحاطتها بمزيد عناية، وتسخيرها في خدمة الدعوة الصحيحة، لاسيما وقد اشتدّت حاجة الناس إلى فهم الإسلام فهما سليما من غير إفراط ولا تفريط،نظرا لما تمر به الأمة الإسلامية من الفتن والإحن في هذه الأزمنة المتأخرة، فلا سبيل للنجاة منها إلا بالرجوع إلى دينا القويم الصافي النقي الذي تركنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: «قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد» .
ولهذا فإن شبكة بينونة للعلوم الشرعية وسعيا منها للمساهمة في هذا المجال من الدعوة إلى الله عبر هذه الوسائل الحديثة، تضع بين أيديكم هذا الموقع الإلكتروني، ليكون بوابة للشباب عامة ولطلبة العلم خاصة يتسنى لهم من خلاله الحصول على المادة العلمية الصافية النقية بأيسر السبل، حيث تسهر على تقديم هذه المادة بطريقة مرتبة وسلسة توفر على الباحث الوقت والجهد في سبيل الحصول على مراده، كما تسعى كذلك لربط الشباب بأهل العلم الربانيين و الرجوع إلىيهم و التمسك بغرزهم عصمة من الفتن ،كما قال تعالى : ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «البركة مع أكابركم»، وعن ابن مسعود- رضي الله عنه-: «لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم , وعن أمنائهم وعلمائهم , فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا» ، و سُئِلَ سعيد بن جبير – رحمه الله - : ما علامة الساعة و هلاك الناس ؟ فقال : " إذا ذهب علماؤهم " ( جامع بيان العلم 1-153 ).
فنسأل الله العلي القدير أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعنا به وسائر المسلمين في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
No comments:
Post a Comment