لفت نظري:
أحد الإخوة السلفيين يجر على نفسه المشاكل والمواجهات مع الآخرين وكان يسعه أن يدع الأمر لأهل العلم الكبار، فلما ناصحته تكلم وكأن له وصاية على السلفية وعلى المنهج السلفي... فعرفت أن هذا التصور هو أحد أسباب المشاكل...
يا إخواننا -وأعني السلفيين-: المنهج السلفي لا يحتاج وصاية منّا نحن طلاب العلم، كل الذي علينا أن نوصل الأمر ونبلغ الحال إلى علمائنا وتبرأ ذمتنا... وهم أعلم منا، وأحرص منا على الدين، وأعرف منا بمعالجة هذه الأمور كيف تكون.
أنا لا أنتقص أحداً، ولكن لا أريد أن نتسبب في مشاكل علاجها بأن نعرف قدرنا، وأن نعرف لعالمنا حقه.
ولتعلم أن لا وصاية مطلوبة منك إلا على نفسك ومن تعول وأدناك فأدناك.
كثيرة هي المشاكل التي تشعبت وتطاير شررها؛ بسبب تدخل أفراد من طلاب العلم ليس هذا الأمر إليهم، إنما هو إلى العلماء.
وصورة أخرى للوصاية... بعض الناس يتصور أنه لو ترك كذا لذهب الدين، ولضاع الناس، ولفعل الحزبيون كيت وكيت،
فيرفع سلاحه ويستبيح قتل المسلمين؛ لأنه يظن أن له وصاية على الدين وعلى الناس...
ولو تفكر المسكين لعلم أن هذا ليس إليه...
الرسول
-صلى الله عليه وسلم- يقول الله له: {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم
بمسيطر}، ويقول: {ليس عليك هداهم}. فهل أنت لك وصاية على الدين وعلى الناس
أكثر من الرسول -صلى الله عليه وسلم-!
وَمَا هلك امْرُؤ عرف قدر نَفسه.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه، وجعلنا هداة مهتدين.
No comments:
Post a Comment