💢التحذير من التعصب للأشخاص ومن اتحاذ بعض العلماء رموزاً يوالى ويعادى عليهم.........
⤵️◽️⤵️
📋قال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
📋قال العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - :
◼️وإنه من المؤسف - في وقتنا الحاضر - أن بعض الشباب اتخذ من بعض العلماء رموزاً يقتدي بهم، ويوالي من والاهم، ويعادي من عاداهم، ولو كان الذي عاداهم بحق، والذي والاهم بغير حق!!
وصاروا يتنازعون فيما بينهم: ما تقول في فلان؟ ما تقول في فلان؟!
لماذا؟! أقول: فلان هذا يخطأ ويصيب، إن أخطأ وهو مجتهد؛ فخطأه مغفور، وإن أصاب؛ فله أجران، أما أن أوالي من والاه وأعادي من عاداه مهما كان الأمر؛ فهذا لا يجوز.
لذلك أدعو أبنائي الشباب أن لا يجعلوا هذا أكبر همهم، وأن لا يرفعوا بذلك رأساً، وأن يكون قصدهم الحق من أي جهة أتى.
استمع إلى قول الله عز وجل: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}، احتجوا بحجتين: الأولى: {وجدنا عليها آباءنا}،
والثانية: والله أمرنا بها}،
فقال الله عز وجل: {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء}، وسكت عن الحجة الأولى، لماذا؟
لأن الحجة الثانية باطلة فأبطلها الله، والحجة الأولى صحيحة فسكت الله عنها وأقرها، مع أنها جاءت من المشركين.
واستمع أيضاً إلى ما صح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه أتاه حبر من أحبار اليهود، وقال: يا محمد؛ إنا نجد أن الله يجعل السماء على إصبع، والأرضين على إصبع... وذكر بقية الحديث. فضحك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى بدت نواجذه أو أنيابه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرآ:
{وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. فهنا هل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنكر الحق؛ لأن قائله غير مُحِق؟ لا، بل أقره، مع أنه يهودي.
أبلغ من ذلك: أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - استحفظ أبا هريرة - رضي الله عنه - على صدقة الفطر، يعني قال: احرسها، وفي ليلة من الليالي أتى شخص على صورة إنسان، فأخذ الطعام، فأمسكه أبو هريرة، وقال: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فادعى أنه فقير وأنه ذو عيال، فرَقَّ له أبو هريرة وأطلقه، ثم أتى النبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال له: ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: يا رسول الله؛ ادعى أنه فقير وذو عيال، فأطلقته. فقال إنه كذبك وسيعود. كذبك: يعني أخبرك بالكذب. فقال: فعلمت أنه سيعود لقول النبي - صلى الله عليه - : وسيعود. عاد في الليلة الثانية، وأخذ من الطعام، وادعى أنه ذو عيال وأنه فقير، فأطلقه؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لما قال سيعود؛ لم يقل فاحبسه أو امسكه.
ثم أتى أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر، فقال: كذبك وسيعود. فعاد في الليلة الثالثة، فأمسكه أبو هريرة، وقال: لابد أن أرفعك إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فقال له هذا الشخص: ألا أدلك على آية من كتاب الله، إذا قرأتها؛ لم يزل عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح؟ فأطلقه. فأتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فأخبره، فقال: صدقك وهو كذوب. معنى صدقك: يعني أخبرك بالصدق. ثم قال: أتدري مَن تخاطب منذ ثلاث ليالٍ؟ قال: لا أدري يا رسول الله. قال: ذاك شيطان.
فانظر كيف قَبِلَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الحقَّ من الشيطان.
فالمقصود الحق، ويُعرف الرجال بالحق، وليس الحق يُعرف بالرجال، إذاً كيف نتفرق وتختلف القلوب من أجل الخصومة في شخص من العلماء؟
هذا يقول أنه محق وأنه على صواب، والثاني يقول بالعكس!! هذا غلط، ليس من هدي الخلفاء الراشدين ولا الصحابة أيضاً.
الواجب قبول الحق من أي أحد قال به، ورَدَّ الباطل من أي أحد قال به.
ثم لا يجوز أبداً أن نجعل الولاء والبراء مقيداً بأشخاص؛ لأنهم غير معصومين، يخطئون ويصيبون، فلنتفق ولنَدَعْ هؤلاء الأشخاص، ولنسأل اللهَ لهم الهداية إن كانوا أحياءً، والمغفرة إن كانوا قد اجنهدوا فخالفزا الحق، وأمرهم إلى الله عز وجل،
أما أن نفرق جمعنا، ونشتت شملنا، ونلقي العداوة بيننا، من أجل الانتصار لهذا الشخص أو لهذا؛ فهذا غلط محض وضرر كبير.
لذلك أدعو إخواني المسلمين في كل مكان إلى الإتفاق وعدم الإختلاف، وأن لا يجعلوا من الأشخاص رموزاً يوالون عليها ويعادون عليها؛ فإن هذا من الغلط، وما ضرَّ المسلمين سابقاً ولاحقاً إلا هذا: التعصب للأشخاص.
No comments:
Post a Comment