• وسُئِلَ الشيخ العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-: سائلٌ من الإمارات يقول: ما نصيحتكم يا شيخ لمن شغل نفسه من المبتدئين بما بين العلماء من الردود والأقوال ولا يعرف حتى فقه الطهارة وغيرها؟
فأجاب -حفظه الله تعالى-: «نصيحتي له أن يتفقَّه في الدين، في عقيدته وفي الشعائر التعبُّدية، وفي سلوكه وفي منهجه الذي يسير عليه، ومن ذلك كتب الرُّدود التي ردَّ بها السَّلف الصالح وأتباعهم على أهل الأهواء والبدع وما أكثرها في كزمان ومكان. فلا يجوز لأحدٍ أن يتذرَّع بقلَّة الفقه في الطهارة أو الصَّلاة يتذرَّع بذلك ليحرم الناس من سماع كتب الردود وكتابتها والاستفادة منها وقراءتها، وإنَّما الدين كاملٌ فكما يجب أن نتفقَّه في العقيدة وفي الشعائر التعبدية نتفقَّه كذلك في المنهج العملي وفي السُّنَّة لنعمل بها ونتعرَّف على ضدِّها لنجتنبه وهي البدعة. فهذا هو الذي ينبغي أن يكون، فلا يجوز لأحدٍ أن يقول للناس اتركوا هذه الردود واتركوا كذا وكذا وعليكم بكذا!!، هذا بدون علمٍ يقول، لأنَّه إن لم يعرفالشَّرَّ وقع فيه، والرُّدود تبيِّن طريق الخير من طرق الشَّرِّ، فيسمع الشريط ويقرأ الكتاب ويسمع من العالم في جميع مراتب الدين: عقيدةً وشريعةً، سُنَّةً ومنهجاً. وما عُرِفَ لنا أصحاب البدع من قديم الزمان من عهد الصحابة إلى يومنا هذا إلا بواسطة كتب الرُّدود عليهم. فلو لم توجد كتب الرُّدود في الأزمنة والأمكنة ما عَرَفَ الناس أهل البدع ولا استطاعوا أن يُحذِّروا من مبتدعٍ. وعلى أهل الرُّدود عليهم عهد الله وميثاقه أن لا يقولوا إلا الحق، ولا يتهموا مَنْ ليس لهم عليه بيِّنة ومعرفة من كتابته أو مطوياته أو شريطه أو كتابه المؤلَّف. هذي طريقة الرُّدود، وبدون ذلك لا يجوز لأحدٍ أن يردَّ على سبيل الظن والاتِّهام بدون حقيقة. نعم» [لقاء الشيخ أحمد النجمي والشيخ زيد المدخلي في المدينة عام 1427هـ].
|
No comments:
Post a Comment