مع الأسف الشديد، الآن الواحد، الرجل يكون عنده بدع متعددة في كل الجوانب من جوانب الإسلام ومع ذلك يطلقون عليه أنه إمام من أئمة الهدى، ويدافعون عنه وعن منهجه، وعلى رأس ضلالاته الرفض، الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بل الطعن في بعض الأنبياء، فتجد المقاومة الشديدة، وتنشأ المناهج -ومنها منهج الموازنات- لحماية البدع والضلال، الآن أهل المدينة ما يقومون ولا بعشر الواجب الذي قام به أحمد وإخوانه، ومع ذلك هم متشددون عند هؤلاء الضعفاء مع الأسف الشديد، فأنا أنصح الآن، فيه لهجة تمزق السلفيين: "هذا متشدد"، "هذا متساهل"
ويبثها أهل البدع ليضربوا بعضهم ببعض، فأنا أنصح السلفية في كل مكان أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ويتركون التنابز بالألقاب والقيل والقال فيما بينهم ويتفقوا أن يقفوا جميعا صفا واحدا في مواجهة البدع بالحجة والبرهان والعلم والبيان، وأنا أعرف الآن أن هناك ناس يطعنون في أهل المدينة فأنصح الجميع أن يتقوا الله تبارك وتعالى، وأن الإسلام لا يطلب منا أن نصب الناس كلهم في قالب واحد، فإذا صدع بالحق شجعه -يا أخي- لا تخذله، وإذا رأيت أخاك ضعيفا فاصبر عليه، "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"،
إذا أنت مؤمن ضعيف لا تخذل أخاك، وإذا هذا مؤمن قوي لا يحطم أخاه الضعيف، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا الكلام هذا ويحسموا هذا الباب، فأنا أنصح الجميع أن يتقوا الله وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى، ومن كان قويا يقول بالحق فلا يعارَض، يشجع ولا يوصم بالتشدد، بارك الله فيك،
فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين، امسكوا فيها وضربوا الدعوة السلفية، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان "متساهل" أو "متشدد" تُترَك، إذا كان أخوك يدعو عنده شيء من الضعف فلا تخذله ولا تحطمه، وإذا أخوك تشجع وقال كلمة الحق وصدع بها فلا تفك بعضده، هذه نصيحة للجميع بارك الله فيكم، وعلى كل حال أنا أرى أن من ارتكب بدعة واضحة مثل القول بخلق القرآن، دعاء غير الله، الذبح لغير الله، هذا يبدّع التبديع الغليظ -إذا لم نكفره-، لا نكفره حتى نقيم عليه الحجة، أما التبديع فلا يجوز أن يتردد في الحكم عليه أنه مبتدع، البدع الواضحة، القول بخلق القرآن، ظهر الآن أناس يقولون: القرآن مخلوق، ما نبدعهم؟ قالوا: القرآن مصنوع، ما نبدعهم؟ بارك الله فيكم، نبدعهم، ولا يجوز الاختلاف على هذه النوعيات، أو قال: المولد مشروع، ويحضر الموالد نبدعه ونهجره، إذا كان ممن يدعو غير الله إذا كان ممن قامت عليه الحجة نكفره، وإذا كان إنسان جاهل لابد أن نبين له الحق فإن رجع وإلا كفرناه، التبديع، لا يتردد في تبديعه،
إذا واحد سب الصحابة أو سب صحابيا واحدا نقول: مبتدع، شيعي أو رافضي، ما نتردد في هذا، وهذه دلالة على الصدق، وهناك بدع خفية تخفى على كثير حتى على بعض العلماء، فهذه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
إن كثيرا من السلف والخلف وقعوا في البدع ويعتذر لهم بأنهم قد أوتوا إما من نص لم يفهموه من الكتاب والسنة، أو من أثر ضعيف ظنوه صحيحا، أو في قياس فاسد ظنوه قياسا صحيحا، فهؤلاء الذين وقعوا في هذا النوع من البدع الخفية لا نبدعهم، نبين لهم الحق فإذا أصروا عليه يبدّعوا، أنا عندي هذا التفصيل في هذا الأمر، ونسأل الله أن يفقهنا وإياكم في دينه، وأن يرزقنا النصح لله ولكتابه ونبيه والمؤمنين عامة وخاصة.
[شريط بعنوان: سبيل النصر والتمكين 25-03-1422]