Sunday 17 July 2016

Ijtihad is open BUT for 'ulema ربيع السنة

إننا وجدنا هنا -ولله الحمد- مجتمعين متحدثين وليس بيننا خلاف، ولكن نرى بعضنا لما رجعوا إلى بلادهم أصبحوا مختلفين، بل يحذر بعضهم من بعض مع أنهم سلفيون مرجعهم واحد وكلهم يعظم المشايخ من أهل السنة في هذه البلدة، فما نصيحتكم لهؤلاء جزاكم الله خيرا؟

الجواب؛
أنا أنصح إخواني دائما وأبنائي من طلاب العلم أن يبتعدوا عن أسباب الخلاف، يعني التمسك بالنصوص أمر حتم، ولابد منه، لكن الاجتهادات التي قد تؤدي إلى الفرقة، فيه اجتهادات نافعة، ينفع الله بها الإسلام والمسلمين، ولهذا بقي باب الاجتهاد مفتوحا، مفتوحا لنفع الأمة ولهدايتهم والاستنباط من كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي يقفل باب الاجتهاد غلطان، وليس له أي دليل، ولكن أولا هنا كذلك لا يجتهد إلا الكفء الذي تزود من علوم الكتاب والسنة واللغة وغيرها، هذا يجتهد وينظر فيما ينفع المسلمين حينما تنزل بهم النوازل، وأما طلاب العلم فيفهم ما يستطيعه من فهم النصوص ولكن في الحوادث والنوازل يعني لا يتكلم فيها إلا أفذاذ أهل العلم، حتى كثير من العلماء قد لا يرتفع إلى هذا المستوى، ولهذا قال الله عز وجل ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم))، أولوا الأمر هم العلماء والحكام، وليس كل واحد منهم يستطيع أن يواجه الأحداث بالاستنباط والتغلغل في معرفة الأحكام، إلا الأفراد، فالآن إذا جاءت الأحداث خاض الناس، يخوض الرجال والنساء والأطفال وصغار طلاب العلم! هذه الأمور تسند إلى أولي الأمر المسلمين وإلى من هو أرقى وأعرف بمواجهة الأحداث، هذه الأمور -يا إخوة- الآن ما الذي يجعل كثيرا من الطيبين يختلفون؟ هو الخوض في أمور لا يحسنونها، فهذه الأمور والأحداث والنوازل ترجع إلى نوعية خاصة من العلماء بارك الله فيكم، لا لكل أحد، فأرى أن [جماعة]كلهم على منهج واحد ولكن يختلفون ويحذر بعضهم من بعض، ما أصل هذا التحذير؟ من أسباب هذا التحذير الخوض قي الكلام، وإذا خاضوا في الكلام أدى إلى فرقة، وإذا جاءت الفرقة نشأت الآراء الفاسدة التي قد تسبب التحذير، فأرى أن من أسباب هذه الفرقة والاختلافات والتنابز بالألقاب و..و..إلخ، من أسبابها أن كل الناس يخوضون في هذه المعاميع التي ليسوا أهلا لها، ولو ردوا الأمر إلى أهله لما وُجدت مثل هذه الخلافات وهذه التحذيرات وهذه الفرقة، فتعلموا يا إخوة، و"السعيد من وعظ بغيره"، و"لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"، فلا تلدغوا مرارا، وإذا حدث أمر فلا تتسرعوا بالخوض فيه، فإن ذلك يجر إلى الفرقة ويجر إلى التحزب ويجر إلى فتن ومشاكل لا أول لها ولا آخر، والله قد أدبنا هذا الأدب في هذه الآية التي قرأتها عليكم، فافهموها حق الفهم و"دعوا القوس لباريها" كما يقال، ليس كل واحد يحسن الرمي وإنما يحسنه العلماء، بارك الله فيكم.

[شريط بعنوان: إزالة الإلباس عما اشتبه في أذهان الناس]


https://goo.gl/3P66Bx

No comments:

Post a Comment