✒️ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺭﺑﻴﻊ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
° ﻭ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻟﻤّﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠّﻪ ﻣﺤﻤﺪًﺍ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻮﻙ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﻋﺘﺎﺓ ﻇﻠﻤﺔ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰل ﺍﻟﻠﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؟ !!
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ﻛﺴﺮﻯ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﻗﻴﺼﺮ ﻛﺬﺍ ،
ﻭ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻛﺬﺍ ،
ﻭ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺬﺍ ...
ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻟﺔ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻠﻚ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ؟ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺣﺮَّﻓﻮﻩ .
ﻭ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻣﻊ ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺩﻭلة ، ﻭ ﻻ ﺣﻮﻝ ، ﻭ ﻻ ﻃَﻮﻝ ، ﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤّﺎ
ﺍﻋﺘﺪﻭا ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻠّﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﺷﻨﻊ ﺍﻟﻠّﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﺃﻫﺎﻧﻬﻢ ،
ﻭﺃﺫﻟﻬﻢ ، ﻭﻧﺪﺩ ﺑﻬﻢ ، ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺣﺎﻟًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ، ﻷﻥ ﺃﻣﺮ ﻫﺆﻻﺀ (الحكام) ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻟﻠﻨﺎﺱ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻳُﻠﺒِّﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭ ﻳﺨﻠﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ : " ﻫﺬﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ "
{ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻜْﺘُﺒُﻮﻥَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫَٰﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋِﻨﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻴَﺸْﺘَﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﺛَﻤَﻨًﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ۖ ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟَّﻬُﻢ ﻣِّﻤَّﺎ ﻛَﺘَﺒَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﻭَﻳْﻞٌ ﻟَّﻬُﻢ ﻣِّﻤَّﺎ ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥ} [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ-(79)]
{ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﺃَﺣْﺒَﺎﺭَﻫُﻢْ ﻭَﺭُﻫْﺒَﺎﻧَﻬُﻢْ ﺃَﺭْﺑَﺎﺑًﺎ ﻣِّﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴِﻴﺢَ ﺍﺑْﻦَ ﻣَﺮْﻳَﻢَ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻣِﺮُﻭﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺇِﻟَٰﻬًﺎ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ۖ ﻟَّﺎ ﺇِﻟَٰﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ ۚ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳُﺸْﺮِﻛُﻮﻥ} [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ-(31 )]
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ ؟
ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ؟ !
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺎﻃﺢ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻤﻴﻞ ؟ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﻨﺎﻃﺤﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ؟ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﻬﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﺤﺎﺕ ؟ !
ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ -؟ !
ﻳﺒﺪﺀﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻻ ﻳﺒﺪﺀﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ -ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .-
ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺖ ﺣﺎﻛﻢ ﻃﺎﻏﻮﺕ ، ﻭﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠّﻪ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻐﺘﺼﺐ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ، ﻣﺎﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ، ﺑﻞ ﻗﺎﻝ :
{ﺍﺫْﻫَﺐْ ﺇِﻟَﻰٰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻃَﻐَﻰٰ (17) ﻓَﻘُﻞْ ﻫَﻞ ﻟَّﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺰَﻛَّﻰٰ (18)}
ﻳﺘﺰﻛﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
{ﺍﺫْﻫَﺐْ ﺇِﻟَﻰٰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻃَﻐَﻰٰ(17) ﻓَﻘُﻞْ ﻫَﻞ ﻟَّﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺰَﻛَّﻰٰ (18) ﻭَﺃَﻫْﺪِﻳَﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺘَﺨْﺸَﻰٰ (19) ﻓَﺄَﺭَﺍﻩُ ﺍﻟْﺂﻳَﺔَ ﺍﻟْﻜُﺒْﺮَﻯٰ (20) ﻓَﻜَﺬَّﺏَ ﻭَﻋَﺼَﻰ} [ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ]
ﻛﺬﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺎﺫﺍ ؟
ﻛﺬﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠّﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ،
} ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺭَّﺳُﻮﻟًﺎ ﺃَﻥِ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ۖ { [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ : ٣٦ ] .
ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﺎﻩ ، ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻫﻮ " ﺷﺮﻙ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ"
ﻫﻮ " ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ "
ﻓﺎﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻟﻸﻣﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻘﻪ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠّﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ، ﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ .
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ (عليه الصلاة والسلام) ﺑﺪﺃ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻭ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ :
{ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺖِ ﻟِﻢَ ﺗَﻌْﺒُﺪُ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺒْﺼِﺮُ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﻐْﻨِﻲ ﻋَﻨﻚَ ﺷَﻴْﺌًﺎ} [ﺳﻮﺭﺓﻣﺮﻳﻢ (42 )]
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
📚 كتاب / ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻳﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
طبعة مكتبة ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ .ﺹ(١٦٥-١٦٨).
° ﻭ ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻟﻤّﺎ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠّﻪ ﻣﺤﻤﺪًﺍ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ) ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻮﻙ ﺟﺒﺎﺑﺮﺓ ﻋﺘﺎﺓ ﻇﻠﻤﺔ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰل ﺍﻟﻠﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ؟ !!
ﻣﺎ ﻗﺎﻝ : ﻛﺴﺮﻯ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﻗﻴﺼﺮ ﻛﺬﺍ ،
ﻭ ﻓﻼﻥ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻛﺬﺍ ،
ﻭ ﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻛﺬﺍ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺬﺍ ...
ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻳﺎﺕ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺩﻭﻟﺔ ، ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻣﻠﻚ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ؟ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺣﺮَّﻓﻮﻩ .
ﻭ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺍﻣﻊ ، ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﺩﻭلة ، ﻭ ﻻ ﺣﻮﻝ ، ﻭ ﻻ ﻃَﻮﻝ ، ﻭ ﻻ ﺷﻲﺀ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤّﺎ
ﺍﻋﺘﺪﻭا ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻠّﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﺷﻨﻊ ﺍﻟﻠّﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﺃﻫﺎﻧﻬﻢ ،
ﻭﺃﺫﻟﻬﻢ ، ﻭﻧﺪﺩ ﺑﻬﻢ ، ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ ﺣﺎﻟًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ، ﻷﻥ ﺃﻣﺮ ﻫﺆﻻﺀ (الحكام) ﻭﺍﺿﺢ ﻣﻜﺸﻮﻑ ﻟﻠﻨﺎﺱ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻳُﻠﺒِّﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ، ﻭ ﻳﺨﻠﻄﻮﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ، ﻭﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﺍﻟﺤﻼﻝ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻨﺎﺱ : " ﻫﺬﺍ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ "
{ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟِّﻠَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻜْﺘُﺒُﻮﻥَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﺛُﻢَّ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻫَٰﺬَﺍ ﻣِﻦْ ﻋِﻨﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟِﻴَﺸْﺘَﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ﺛَﻤَﻨًﺎ ﻗَﻠِﻴﻠًﺎ ۖ ﻓَﻮَﻳْﻞٌ ﻟَّﻬُﻢ ﻣِّﻤَّﺎ ﻛَﺘَﺒَﺖْ ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﻭَﻭَﻳْﻞٌ ﻟَّﻬُﻢ ﻣِّﻤَّﺎ ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥ} [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ-(79)]
{ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﺃَﺣْﺒَﺎﺭَﻫُﻢْ ﻭَﺭُﻫْﺒَﺎﻧَﻬُﻢْ ﺃَﺭْﺑَﺎﺑًﺎ ﻣِّﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴِﻴﺢَ ﺍﺑْﻦَ ﻣَﺮْﻳَﻢَ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻣِﺮُﻭﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺇِﻟَٰﻬًﺎ ﻭَﺍﺣِﺪًﺍ ۖ ﻟَّﺎ ﺇِﻟَٰﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﻫُﻮَ ۚ ﺳُﺒْﺤَﺎﻧَﻪُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳُﺸْﺮِﻛُﻮﻥ} [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ-(31 )]
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ ؟
ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻵﻥ ؟ !
ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺎﻃﺢ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻋﻤﻴﻞ ؟ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻤﻨﺎﻃﺤﺔ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ؟ !
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﻬﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﺤﺎﺕ ؟ !
ﺃﻫﺆﻻﺀ ﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻫﺪﻯ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ -؟ !
ﻳﺒﺪﺀﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﻻ ﻳﺒﺪﺀﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺑﻊ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّﻪ -ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .-
ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻠّﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺔ ، ﻣﺎ ﻗﺎﻝ :
ﺃﻧﺖ ﺣﺎﻛﻢ ﻃﺎﻏﻮﺕ ، ﻭﺗﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻌﺮﺵ ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﻠّﻪ ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻐﺘﺼﺐ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠّﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ، ﻣﺎﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ، ﺑﻞ ﻗﺎﻝ :
{ﺍﺫْﻫَﺐْ ﺇِﻟَﻰٰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻃَﻐَﻰٰ (17) ﻓَﻘُﻞْ ﻫَﻞ ﻟَّﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺰَﻛَّﻰٰ (18)}
ﻳﺘﺰﻛﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﻜﻔﺮ
{ﺍﺫْﻫَﺐْ ﺇِﻟَﻰٰ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻃَﻐَﻰٰ(17) ﻓَﻘُﻞْ ﻫَﻞ ﻟَّﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺃَﻥ ﺗَﺰَﻛَّﻰٰ (18) ﻭَﺃَﻫْﺪِﻳَﻚَ ﺇِﻟَﻰٰ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺘَﺨْﺸَﻰٰ (19) ﻓَﺄَﺭَﺍﻩُ ﺍﻟْﺂﻳَﺔَ ﺍﻟْﻜُﺒْﺮَﻯٰ (20) ﻓَﻜَﺬَّﺏَ ﻭَﻋَﺼَﻰ} [ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺯﻋﺎﺕ]
ﻛﺬﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺎﺫﺍ ؟
ﻛﺬﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ، ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻼﺹ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠّﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠّﻪ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ،
} ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺭَّﺳُﻮﻟًﺎ ﺃَﻥِ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ۖ { [ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺤﻞ : ٣٦ ] .
ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﺎﻩ ، ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ
ﻫﻮ " ﺷﺮﻙ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ"
ﻫﻮ " ﺷﺮﻙ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ "
ﻓﺎﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻟﻸﻣﺔ ﻳﺒﺪﺃ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻘﻪ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠّﻪ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻡ ، ﻭ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ .
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ (عليه الصلاة والسلام) ﺑﺪﺃ ﺑﺄﺑﻴﻪ ﻭ ﻗﻮﻣﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ :
{ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺖِ ﻟِﻢَ ﺗَﻌْﺒُﺪُ ﻣَﺎ ﻟَﺎ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﺒْﺼِﺮُ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﻐْﻨِﻲ ﻋَﻨﻚَ ﺷَﻴْﺌًﺎ} [ﺳﻮﺭﺓﻣﺮﻳﻢ (42 )]
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
📚 كتاب / ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻳﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
طبعة مكتبة ﺍﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ .ﺹ(١٦٥-١٦٨).
No comments:
Post a Comment